دروس من الهجرة النبوية
آخر تحديث 04-09-2019 16:36

حديثنا فيما يتعلق ببعضٍ من الدروس المهمة التي نستفيدها من الهجرة النبوية، وكان سياق حديثنا بالأمس يركِّز على أنَّ الله "سبحانه وتعالى" أعدَّ مكة والبيت الحرام لتكون المنطلق المهيَّأ للرسالة الإلهية الخاتمة، وكيف أنَّ الله "سبحانه وتعالى" جعل نبيه إبراهيم "عليه السلام" يودع في مكة المكرمة من يقوم برعاية البيت الحرام، ومن يتولى هذا المركز الديني العظيم والمهم من نسْله،

 حديثنا فيما يتعلق ببعضٍ من الدروس المهمة التي نستفيدها من الهجرة النبوية، وكان سياق حديثنا بالأمس يركِّز على أنَّ الله "سبحانه وتعالى" أعدَّ مكة والبيت الحرام لتكون المنطلق المهيَّأ للرسالة الإلهية الخاتمة، وكيف أنَّ الله "سبحانه وتعالى" جعل نبيه إبراهيم "عليه السلام" يودع في مكة المكرمة من يقوم برعاية البيت الحرام، ومن يتولى هذا المركز الديني العظيم والمهم من نسْله، وهو ابنه إسماعيل "عليه السلام"؛ ليمتد هذا النسل عبر الأجيال بكلها وصولاً إلى رسول الله محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله" الذي بعثه الله بالرسالة خاتم النبيين، وسيد المرسلين، فمكة المكرمة أعدَّها الله لتكون المنطلق توفرت فيها كل العوامل المطلوبة:

أولاً: الفرع الإبراهيمي، إسماعيل "عليه السلام" وذريته من بعده، وفي هذا الفرع حفظ الله هذا الامتداد للدين الإلهي ضمن هذا الفرع، كان هناك عبر الأجيال من يحافظ على هذه القيم، من هو مستودع لهذه المبادئ والقيم العظيمة، من يجسِّدها، من يلتزم بها جيلاً بعد جيل، بالرغم من وجود الانحرافات التي بلغت إلى أسوأ مستوى، إلى حد الإخلال بمبدأ التوحيد لله "سبحانه وتعالى" والقيم الإلهية، لكن بقي ضمن هذا الفرع هذا الامتداد لتلك القيم ولتلك المبادئ وصولاً إلى عبد المطلب جد النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"، الذي عُرِفَ بأنه كان ملتزماً بالتوحيد، وكان إبراهيمياً على ملة إبراهيم "عليه السلام"، فيما تحكيه السِّير والأخبار، وكان على درجة عالية من القيم والمبادئ والأخلاق التي عُرِفَ بها، ثم كان ابنه عبد الله- والد النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"- كذلك، الشاب الذي عُرِفَ وتميَّز بما هو عليه من القيم والأخلاق والطُهر، ثم أتى النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" ابتعثه الله "سبحانه وتعالى"، فوجود هذا الفرع من نسل إبراهيم "عليه السلام" كان أول العوامل الرئيسية، وأول الركائز الأساسية في إعداد مكة المكرمة لتكون المنطلق لختم الرسالات الإلهية.

العامل الآخر: المركز الديني في مكة: بوجود البيت الحرام، بوجود مشاعر الحج هناك، وبقيت فريضة الحج قائمة في أوساط الأجيال جيلاً بعد جيل، من بعد نبي الله إبراهيم "عليه السلام" بعد أن أمره الله كما قال "جلَّ شأنه": {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج: الآية27]، بقي الحج متوارثاً بين الأجيال بكلها، وبقيت مكة كمركز ديني لها في المنطقة بكلها بين الوسط العربي بكله حرمة عظيمة، وقداسة كبيرة، وأصبحت هي التي يحج إليها الناس ويأوون إليها {مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا}[البقرة: من الآية125]، كما قال الله "سبحانه وتعالى"، فبقيت هي محط الأنظار في الوسط العربي بكله، يُقبِل الناس إليها، تحظى بالحرمة والقدسية والمكانة الكبيرة في قلوب الناس.

إضافةً إلى ذلك: الاستقرار الاقتصادي والأمني الذي تميَّزت به، بينما كان محيطها بكله يعيش حالة المشاكل الكبيرة على المستوى الأمني: هناك حروب بشكل مستمر بين القبائل العربية في محيط مكة، وحالة من الخوف والمشاكل المستمرة، وكذلك حالة من الاضطراب الذي عمّ، وحالة من الفوضى الكبيرة، ثم إضافةً إلى ذلك على المستوى الاقتصادي: كان هناك مشاكل وأزمات ومعاناة اقتصادية بالذات في شبه الجزيرة العربية، القبائل التي تعيش هناك كقبائل أكثرها تعيش حالة البداوة، وتعيش الظروف الصعبة، في مكة كان هناك استقرار اقتصادي، دعوة إبراهيم "عليه السلام" وضمن التدبير الإلهي؛ لأن كلَّ المسألة هي أتت ضمن التدبير الإلهي، بدءً من مسألة الكعبة والبيت الحرام كركيزة إيمانية، ثم يكون إلى جانبها ركيزة أخرى إسماعيل "عليه السلام"، قبله إبراهيم إماماً للناس، ثم إسماعيل "عليه السلام"، ثم يستمر هذا الدور، ثم يأتي كذلك هذه الظروف التي هُيِّـأت بتدبيرٍ من الله، وبأمرٍ من الله، وبتشريع من الله "سبحانه وتعالى"، فحظيت تلك البيئة بحالةٍ من الاستقرار الأمني والاقتصادي التي لا توجد في غيرها؛ وبالتالي يجتمع الناس إليها لمشاعر الحج، يستفيدون منها- كذلك- على المستوى الاقتصادي، يصل الكل إليها من المناطق العربية المختلفة للحج، يعودون منها فيتناقلون الأخبار، مركزاً اجتماعياً أيضاً، ومركزاً إعلامياً مهماً جداً، فتوفرت فيها كل الظروف الملائمة لأن تكون هي المنطلق الذي تنطلق منه رسالة الله "سبحانه وتعالى".
في ذلك الجو نفسه، في تلك البيئة نفسها، بين تلك الأمة المتواجدة في مكة، هناك أيضاً تعطش وإظهار للرغبة بنيل شرف الهداية الإلهية والرسالة الإلهية، بما أنَّ أهل الكتاب كانوا في أصقاع أخرى ومناطق أخرى يحاولون أن يتطاولوا على الناس من حولهم بأنهم هم أهل الكتاب، وفيهم الرسل والأنبياء، كان العرب في مكة وكانت قريش تتمنى لو أنَّ الله يبعث فيها رسولاً، أو يجعل فيها كتاباً، بل نقل القرآن الكريم فيما يتعلَّق بهذه الأمنيات قول الله "سبحانه وتعالى": {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ}، كانوا في أمنيتهم وفي رغبتهم التي يظهرونها في أن يأتي منهم نذير، وأن يحظوا بهذا الشرف الكبير، وألا يبقوا في حالة الأمِّيَّة التي يعيشونها: لا كتاب لهم، لا نبي لهم، لا مشروع لهم، كان يصل بهم الحال أن يقسموا بالله {جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}: أبلغ الأيمان، {لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ}: أن يتفوَّقوا على الأمم الأخرى في الاهتداء بهدى الله "سبحانه وتعالى"، والإتِّباع للنذير والرسول، لكن الله "جلَّ شأنه" قال: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر: 42-43].

يقول الله "جلَّ شأنه" عنهم أيضاً: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ}[الصافات: الآية167]: كانوا قبل بعثة النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"، {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}[الصافات: 167-169]، كانوا يزعمون أن لو بقي بينهم كتاب من كتب الله "سبحانه وتعالى"، وهدى يتمسَّكون به، لكانوا على هذا النحو الذي يتميَّزون به على بقية الأمم، {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}، لما أتى هذا الذكر وهذا الهدى ماذا فعلوا؟ {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}[الصافات: الآية170]، فإذاً كانت البيئة مهيأة لأن تكون هي المنطلق لهذه الرسالة الإلهية.
 سلسلة محاضرات الهجرة النبوية 1441هـ للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي - المحاضرة الثانية

قبائل الجوف تحتشد في 50 ساحة وتؤكّـد استعدادها لكل الخيارات الرادعة التي يتخذها السيد القائد
في مشهد مهيب، تقاطرت قبائلُ الجوف الوفية، عصر الجمعة، إلى 50 ساحة جماهيرية حاشدة، للمشاركة في مسيرات "مُستمرّون في نصرة غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأُمَّـة".
ناطق القسَّام: نتجه لعمليات نوعية قاتلة وَإذَا أفشل العدوّ المفاوضات فلن نعود إلى البنود التي عرضناها
أكّـد ناطق كتائب القسَّام، أبو عبيدة، أن "المقاومة الفلسطينية ستتجهُ إلى تنفيذ عمليات نوعية تنهك العدوّ الصهيوني"، لافتًا إلى أن "سعي العدوّ إلى إفشال المفاوضات سيقوده إلى خسارة البنود التي كانت المقاومة قد أعلنتها، من بينها الأسرى العشرة، التي لن تعود مرة أُخرى" وفق تأكيده.
الأورومتوسطي: الموقف الأوروبي يغذي الإبادة في غزة ويكرس احتلال الأرض
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الموقف الأوروبي يغذي الإبادة الجماعية بغزة ويكرس الاحتلال للأرض الفلسطينية.
الأخبار العاجلة
  • 20:02
    مصادر فلسطينية: شهيدان وجرحى في قصف مدفعية العدو مدرسة تؤوي نازحين قرب منطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة
  • 19:59
    مصادر فلسطينية: استشهاد فتى برصاص العدو بعد أن تركه الصهاينة ينزف حتى ارتقائه في بلدة يعبد جنوب غرب جنين بالضفة المحتلة
  • 19:58
    مصادر فلسطينية: شهداء وجرحى في قصف مدفعية العدو مدرسة تؤوي نازحين قرب منطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة
  • 19:58
    مصادر فلسطينية: شهيدان بإطلاق نار من مسيّرات العدو الإسرائيلي على خيام للنازحين غرب محافظة خان يونس
  • 19:57
    مصادر فلسطينية: جرحى جراء قصف العدو منزلا لعائلة العبسي قرب مفترق أبو مازن غرب مدينة غزة
  • 19:57
    سرايا القدس: دمرنا آلية عسكرية صهيونية بتفجير عبوة جانبية من نوع (ثاقب) في منطقة أبو هداف شمال شرق مدينة خان يونس