تحصين الأمة من التبعية لأمريكا والتطبيع مع إسرائيل
آخر تحديث 29-06-2019 18:49

آنذاك كان البعض يناقش ويجادل ويقول: [كل أبناء الأمة يكرهون إسرائيل، وكل أبناء الأمة لهم موقف من إسرائيل]، مع أن المسألة كانت حتى آنذاك واضحة، لكن يوماً بعد يوم اتضح الواقع، وتجلى كيف أن البعض من أبناء الأمة يسعون إلى فرض حالة الولاء والتبعية لأمريكا، وحالة الولاء والتطبيع مع إسرائيل،

آنذاك كان البعض يناقش ويجادل ويقول: [كل أبناء الأمة يكرهون إسرائيل، وكل أبناء الأمة لهم موقف من إسرائيل]، مع أن المسألة كانت حتى آنذاك واضحة، لكن يوماً بعد يوم اتضح الواقع، وتجلى كيف أن البعض من أبناء الأمة يسعون إلى فرض حالة الولاء والتبعية لأمريكا، وحالة الولاء والتطبيع مع إسرائيل، حتى على أبناء الأمة بشكلٍ عام، اليوم لا يكتفي النظام السعودي، ولا النظام الإماراتي، ولا أتباعهم: آل خليفة في البحرين... أو غيرهم هنا أو هناك في هذا القطر العربي أو ذاك، لا يكتفون بأنهم هم في موقع الخيانة وفي مسار الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، وفي هذا التوجه المنحرف والخاطئ، لا يكتفون بذلك، إنما يحاولون أن يفرضوا هذه الحالة من التطبيع والولاء والتبعية لأعداء الأمة أن يفرضوه على بقية أبناء الأمة، ويسعون إلى أن يخضعوا كل الأمة لأعدائها معهم، هم أخضعوا أنفسهم، واتجهوا هذا التوجه الخاطئ والمنحرف، لكنهم لم يكتفوا بذلك، ويحاولون أن يفرضوا ذلك بكل الوسائل والأساليب: بأساليب الترغيب لمن يتمكنون من شراءه بالثمن البخس والتافه، مقابل الخيانة، والبيع للمبادئ والقيم، والتنصل والتفريط في قضايا الأمة الكبرى. أو على مستوى الترهيب ومعاداة من يعادي إسرائيل، من يناهض أمريكا، معاداته بكل وضوح، وتكون هي المشكلة الرئيسية والجوهرية لهم مع غيرهم من أبناء الأمة، مثل ما هو الحال في عدوانهم على بلدنا، على شعبنا اليمني المسلم العزيز، والذي تعتبر المشكلة الرئيسية لهم مع هذا الشعب هو: أن هذا الشعب اختار الموقف المبدئي الذي يفرضه عليه إيمانه، هويته الدينية والإيمانية، انتمائه للإسلام، فطرته، حريته، كرامته، فأراد أن يكون شعباً مستقلاً حراً متمسكاً بقضايا أمته الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة في فلسطين، ومناصرة الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، ورفض هذه التبعية وهذا الولاء لأعداء الأمة، هذا الولاء المحرم شرعاً، هذا الولاء الذي يقول الله عنه في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، وبالتالي أصحبت هذه مشكلة رئيسية لهم مع هذا الشعب؛ لأن المطلوب من الجميع هو ماذا؟ الخضوع والخنوع والتبعية والاستسلام والطاعة، الطاعة لأمريكا، الطاعة لإسرائيل، الطاعة لمن يطيع أمريكا ويطبع مع إسرائيل.

وأتت الورشة التي أقامها آل خليفة في البحرين قبل أيامٍ قلائل أقاموها كخطوة من خطوات الخيانة الكبرى لهذه الأمة، وهي خطوة- إن شاء الله- فاشلة بإذن الله، ولكنها فاضحة وكاشفة، حصحص الحق وتجلت الحقائق بأكثر من أي زمنٍ مضى، يفترض للبعض من الناس الذين يعيشون الحالة البقرية: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}[البقرة: من الآية70]، حالة التلبيس على أنفسهم، يفترض بهم اليوم- وأكثر من أي زمنٍ مضى- أن يبصروا هذه الحقائق الواضحة، الجلية جداً، وأولئك يجتمعون عند استاذهم (كوشنر) وهو يقدم لهم ويرسم لهم الخطوات، ذلك الصهيوني اليهودي (كوشنر) يرسم لهم معالم صفقة الخيانة والعار التي بدأوا هم يعملون على تمريرها، يسعون لذلك خدمةً لمن؟ خدمةً لأمريكا، خدمةً لإسرائيل، وخيانةً لأمتهم، وخيانةً للشعب الفلسطيني، وخيانةً للمقدسات، خيانةً للأمة بكلها، خيانةً للمبادئ العظيمة لهذا الإسلام العظيم، بدون حياء، بدون تحرج يجتمعون ويتوجهون في هذه الخطوات، وهذا كله يثبت أنه لابدَّ من عمل في داخل الأمة، عمل يحصنها من الولاء لأمريكا، يحصنها من الولاء لإسرائيل؛ لأن هناك من يشتغل باستمرار في داخل الأمة، لماذا؟ ليصنع في هذه الأمة هذا الولاء، هذا الولاء لأمريكا وهذه التبعية لأمريكا، هذا الولاء لإسرائيل وهذا التطبيع مع إسرائيل، لدرجة أن تقدم مقدسات الأمة، ويضحى بشعوب الأمة، وتقدم أراضي هذه الأمة وبلدان ومناطق هذه الأمة هديةً لأعدائها؛ في مقابل الاسترضاء لأعداء الأمة والتودد إلى أعداء الأمة، وأن يقدم أعداء الأمة على أنهم هم الأصدقاء والأحباء، وأن تكون عملية التعاون معهم وهي الخيانة بذاتها، والتحالف معهم وهو الغدر للأمة والانقلاب على الأمة بعينه- أن تقدم على أنها هي الموقف الصحيح، والاتجاه الصحيح الذي يدفع إليه الناس دفعاً إن بالمال وإلا بالعصا.

في ظل واقعٍ كهذا أولا يظهر جلياً الأهمية القصوى لعمل في داخل الأمة نفسها، لتحصينها من هذا الولاء، لتحصينها من هذه التبعية؟ بلى.

ولذلك عندما أتى هذا المشروع القرآني واتجه بشكلٍ رئيسي لتحصين الأمة من الداخل؛ لأنه انطلق على أساس الاهتداء بالقرآن الكريم، القرآن الذي كلما حدثنا عن أولئك الأعداء رسم لنا خطوات لتحصيننا من الداخل، لسد الثغرات في الداخل، قدم خطوات تعبوية استنهاضية، يعرفنا أن أولئك أعداء، وأن علينا أن نبني أنفسنا لمواجهتهم في كل مجالات الحياة وميادين الحياة، وأن المعركة معهم هي ليست فقط في الميدان العسكري، والميدان العسكري جزءٌ أساسيٌ فيها، ولكنها تمتد إلى كل المجالات.

أولئك يغزونك اليوم، يغزون أمتنا إلى كل منزل، وليس فقط إلى كل دولة أو إلى كل قطر، عبر التأثير الإعلامي، الهجمة الإعلامية التضليلية التي يشغلون فيها الكثير من الأبواق، من أبواقهم في هذه الأمة من المنافقين، والمخادعين، والمضلين، الذين يعملون لمصلحتهم تحت كل العناوين، الأمريكي والإسرائيلي كلاهما يفعِّل في هذه الأمة الخطاب الديني حتى، فيأتي الموعظ ويأتي الخطيب من على منبر المسجد، ويأتي الآخر باسم أنه مُفتٍ، والآخر تحت أي عنوان: لجنة علمائية، هيئة كبار العلماء... تحت كل المسميات وعلى كل المستويات، ويأتي الآخرون في الحقل السياسي، ويأتي الآخرون من البوابة الاقتصادية، لا يدع عنواناً إلا وتحرك من خلاله، ولا يدعوا نافذةً إلا وحاول أن يتسلل من خلالها، ولذلك لابدَّ أن تكون عملية التحصين لهذه الأمة من الداخل عمليةً رئيسية في التصدي لهذه الهجمة الهائلة، التحصين للمناهج الدراسية، التحصين للخطاب الديني، العمل على المستوى الاقتصادي بما يحصِّن وضعنا الاقتصادي من التأثيرات والاختراقات والسياسات التدميرية المضرة بهذه الأمة، المحطمة لهذه الأمة، وعلى المستوى السياسي، على كل المستويات والمجالات.

ولهذا قدم السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه" أكثر من مائة محاضرة ودرس، كل مضمونها ومحتواها يتجه إلى كل المجالات التي يركز عليها القرآن الكريم، ويرسم من خلالها منهجاً متكاملاً ورؤيةً شاملة للتصدي لهذا الخطر الذي يمثله علينا أولئك الأعداء في استهدافهم لأمتنا.
كان البعض يقول: [ما قيمة أن تنشروا في أوساط الناس هذه الحالة من التعبئة ضد الخطر الأمريكي والإسرائيلي؟ ليسكت الناس، ليجمدوا، ليقعدوا]، النظرة الخاطئة لدى البعض: أن نتعامل تجاه هذه الهجمة التي أتت على كل المستويات، وفي كل المجالات، وبكل الوسائل والأساليب، أن نتعامل معها بالصمت، وأن يكون موقفنا تجاهها الجمود، أن نكون كالأموات، يعني: أن نترك الفرصة للعدو ليعمل كل ما يشائه بنا، دون أن يكون أمامه أي عوائق، لا ثقافية، ولا فكرية، ولا نفسية، ولا عملية... ولا بأي شكلٍ من الأشكال، يعني: افتحوا الأبواب والنوافذ، وتكتفوا بأيديكم حتى لا تتحرك، واخرصوا وابصموا واسكتوا واجمدوا، ودعوه يفعل ما يشاء ويريد، هل هذا هو منطق الفطرة؟ هل هذا هو منطق الإسلام؟ هل هذه رؤية حكيمة صحيحة؟ بأي تصنيف من مستويات التصنيف لدى البشرية، بالميزان الفطري أو بميزان الدين. لا، لا ذا ولا ذاك، رؤية الجبناء أو الجهلة الغافلين، أو رؤية من هم عملاء وهم يريدون أن تجمد هذه الأمة وأن تسكت، لماذا؟ لتمكِّن عدوها؛ لأنهم يريدون لعدوها أن يتمكن منها، أو رؤية غير حكيمة لدى البعض الآخر: رؤية لا تدرك طبيعة هذا الصراع، مستوى هذه الهجمة، الوسائل والأساليب التي تشتغل عليها، إذا كانت سياسة التطويع وسيلة، إذا كانت حالة فرض الولاء والتأثير بالولاء لليهود والنصارى وسيلة للعمل عليها في داخل هذه الأمة، ألا يستدعي ذلك نشاطاً بين أبناء هذه الأمة أنفسهم لتحصينهم من هذا التولي، من هذا الولاء، من هذه التبعية، من هذه الميول، من هذا التأثر بهذا العدو وأعوانه من أبناء الأمة؟ بلى، كل الشواهد واضحة.

كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1440هـ

قبائل الجوف تحتشد في 50 ساحة وتؤكّـد استعدادها لكل الخيارات الرادعة التي يتخذها السيد القائد
في مشهد مهيب، تقاطرت قبائلُ الجوف الوفية، عصر الجمعة، إلى 50 ساحة جماهيرية حاشدة، للمشاركة في مسيرات "مُستمرّون في نصرة غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأُمَّـة".
ناطق القسَّام: نتجه لعمليات نوعية قاتلة وَإذَا أفشل العدوّ المفاوضات فلن نعود إلى البنود التي عرضناها
أكّـد ناطق كتائب القسَّام، أبو عبيدة، أن "المقاومة الفلسطينية ستتجهُ إلى تنفيذ عمليات نوعية تنهك العدوّ الصهيوني"، لافتًا إلى أن "سعي العدوّ إلى إفشال المفاوضات سيقوده إلى خسارة البنود التي كانت المقاومة قد أعلنتها، من بينها الأسرى العشرة، التي لن تعود مرة أُخرى" وفق تأكيده.
الأورومتوسطي: الموقف الأوروبي يغذي الإبادة في غزة ويكرس احتلال الأرض
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الموقف الأوروبي يغذي الإبادة الجماعية بغزة ويكرس الاحتلال للأرض الفلسطينية.
الأخبار العاجلة
  • 20:02
    مصادر فلسطينية: شهيدان وجرحى في قصف مدفعية العدو مدرسة تؤوي نازحين قرب منطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة
  • 19:59
    مصادر فلسطينية: استشهاد فتى برصاص العدو بعد أن تركه الصهاينة ينزف حتى ارتقائه في بلدة يعبد جنوب غرب جنين بالضفة المحتلة
  • 19:58
    مصادر فلسطينية: شهداء وجرحى في قصف مدفعية العدو مدرسة تؤوي نازحين قرب منطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة
  • 19:58
    مصادر فلسطينية: شهيدان بإطلاق نار من مسيّرات العدو الإسرائيلي على خيام للنازحين غرب محافظة خان يونس
  • 19:57
    مصادر فلسطينية: جرحى جراء قصف العدو منزلا لعائلة العبسي قرب مفترق أبو مازن غرب مدينة غزة
  • 19:57
    سرايا القدس: دمرنا آلية عسكرية صهيونية بتفجير عبوة جانبية من نوع (ثاقب) في منطقة أبو هداف شمال شرق مدينة خان يونس