التطورات في لبنان... بين خضوع السلطة وتماسك محور المقاومة
آخر تحديث 15-08-2025 01:21

خاص | المسيرة نت: تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا متواصلًا في ظل استمرار الاعتداءات من قبل كيان العدو الصهيوني، وسط مواجهة مباشرة من محور المقاومة، في حين تتهم السلطة اللبنانية بالخضوع للإملاءات الأمريكية والصهيونية، مما يضع لبنان على مفترق طرق تاريخي بين التبعية والانهيار أو التمسك بخيار المقاومة والسيادة. يأتي ذلك في سياق إقليمي أكثر تعقيدًا، يُراد فيه تمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتحجيم قوى المقاومة، وتوسيع الهيمنة الصهيونية في المنطقة.


خضوع الحكومة اللبنانية وخطورة الورقة الأمريكية

في موقف صريح وصفه السيد عبد الملك الحوثي بـ "الخيانة والتفريط بالسيادة"، وإساءة للشعب اللبناني، أدان تبني الحكومة اللبنانية لما يُسمى بـ"الورقة الأمريكية" التي تتضمن شروطًا صهيونية واضحة، وتحمل في طياتها محاولات لتحويل الدولة اللبنانية إلى أداة أمنية بيد كيان العدو، تحت ذريعة حماية الاستقرار ومنع التصعيد.


وتابع أن الورقة الأمريكية تسعى لإشعال الفتنة في لبنان وتحويل الدولة اللبنانية إلى شرطي بيد العدو الصهيوني، معتبراً تلك الإملاءات فضيحة وتبنيًا لقرار أمريكي صهيوني، غير حر ولا مسؤول.

وشدد على أنه يجب النظر إليها على أنها إملاءات صهيونية تحت حجة الضغوط، واصفاً الحكومة اللبنانية بأنها سريعة الانضغاط.

وأوضح السيد القائد أن خضوع السلطة اللبنانية لهذه الورقة لا يمكن اعتباره قرارًا سياديًا أو وطنيًا، بل هو قرار أمريكي-صهيوني فُرض على لبنان بطريقة مباشرة، وهو ما يشكل خطرًا وجوديًا، ليس على لبنان فحسب، بل على محور المقاومة بأكمله.

وتساءل السيد القائد: لماذا يسعى العدو الصهيوني لتجريد لبنان من سلاح المقاومة؟ ولماذا يتبنى البعض الموقف والأجندة الصهيونية؟ مستشهداً بأن العدو الصهيوني، منذ أربعين عامًا، يسعى لاحتلال لبنان، وقد سبق له أن احتل بيروت والجنوب اللبناني، ولم يحررهما سوى المقاومة، مؤكداً أن وضع المقاومة اليوم أقوى من الماضي، وأن تجربة المقاومة ناجحة، وهي عنصر القوة الوحيد للشعب اللبناني ويجب أن تحظى بتأييد رسمي وشعبي.

واستنكر توصيف قيادة السلطة اللبنانية للتعاون والتضامن العربي والإسلامي مع لبنان بوصفه تدخلاً في الشؤون الداخلية، مستشهداً بأن المنطق يختلف تجاه العدو الأمريكي-الإسرائيلي، معتبراً ذلك لؤمًا ووقاحة وغباءً وتذللاً للعدو.

  الاعتداءات المتكررة... أين الدولة؟

تستمر اعتداءات كيان العدو الصهيوني على الجنوب اللبناني بوتيرة شبه يومية، وقد استهدفت الغارات الأخيرة مناطق في وادي برجي، أطراف شبعا، والجرمق، بالإضافة إلى قصف بطائرة مسيّرة أدى إلى استشهاد مواطن لبناني ووقوع إصابات في بنت جبيل.

تجري هذه الاعتداءات في ظل صمت رسمي مريب من قبل الحكومة اللبنانية، التي لم تبادر حتى إلى الإدانة أو تقديم شكوى دولية فعّالة، ما يعكس حالة من التواطؤ أو العجز أمام العدوان المتواصل على السيادة اللبنانية.

  موقف محور المقاومة: قراءة وتقييم

في هذا السياق، أكد المحلل السياسي ومدير مركز الدراسات، الأستاذ فيصل عبد الساتر، أن ما عبّر عنه السيد القائد عبد الملك الحوثي يعكس المبدئية والثبات الأخلاقي في المواقف، مضيفًا أن اليمن، رغم ما يعانيه من عدوان مستمر، لم يتخلَّ عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها لبنان وفلسطين. واعتبر عبد الساتر أن ما يجري في لبنان لا يمكن فصله عن المشروع الأمريكي-الصهيوني الهادف إلى تفكيك المنطقة وتحويل لبنان إلى "شرطي" يخدم مصالح العدو، متسائلًا عن الصمت المريب من قبل من يرفعون شعار السيادة، بينما تُنتهك الأرض والكرامة.

  غياب الدولة والرهان على المقاومة:

في ظل تغييب متعمد لدور الدولة اللبنانية، والتذرع بعدم جاهزية الجيش لمواجهة كيان العدو الصهيوني، تبقى المقاومة، بحسب عبد الساتر، الخيار الوحيد المتاح لحماية لبنان. وقد أكد أن التجربة الممتدة لأربعة عقود أثبتت أن المقاومة هي التي حررت الأرض ووقفت في وجه الاحتلال حين غابت الدولة أو تواطأت مع الأعداء.

وأوضح أن الدعوات لنزع سلاح المقاومة تحت عناوين "بسط سلطة الدولة" لا تستقيم ما دامت الأراضي اللبنانية محتلة، والجيش اللبناني محروم من القدرات الدفاعية اللازمة، بل وتُفرض عليه قيود من الدول الغربية والولايات المتحدة.

وفي خضم هذه التطورات، جاءت زيارة الدكتور علي لاريجاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتوجه رسالة واضحة لكل من ظن أن محور المقاومة قد انكسر. كان التوقيت والدلالات محسوبين، وجاءت لتؤكد أن إيران، ومعها حلف المقاومة، لا تزال فاعلة ومتماسكة، وأن ما يجري في لبنان يُتابع عن كثب من قبل أطراف المحور.

لقاء لاريجاني بالشيخ نعيم قاسم وقيادات المقاومة حمل إشارات قوية بأن الجمهورية الإسلامية لا تزال تعتبر لبنان ساحة مركزية في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي، وأن المساس بسلاح المقاومة خط أحمر.

وأثبتت التجارب السياسية في المنطقة أن خضوع الحكومات لمشاريع الهيمنة الأجنبية والرهان على الأمريكي والوعود الغربية ليس خيارًا آمنًا، بل يفتح الأوطان أمام الاستباحة الصهيونية ويحوّلها إلى ساحات مفتوحة للعدوان.

 وفي ظل غياب الإرادة السياسية الرسمية، تظل المقاومة الخيار الواقعي والفعال الذي يشكل عنصر التوازن الوحيد في مواجهة الاحتلال. كما أن الحياد أو المواقف الرمادية في زمن الوضوح يمثل خيانة فعلية، إذ إن الصمت الرسمي أمام الإملاءات الأمريكية والاعتداءات الإسرائيلية يعد مشاركة في التآمر على لبنان.

أما الاكتفاء بدبلوماسية ضعيفة والاعتماد على التوازنات الدولية والوساطات، من دون موقف وطني موحد ومقاومة فاعلة، فلا يؤدي إلا إلى خسارة الأرض والسيادة.

أمام هذه الأحداث والمستجدات، فإن استمرار العدوان الصهيوني سيقود إلى مزيد من التصعيد، خاصة في ظل تخاذل الحكومة اللبنانية، وقد يجد حزب الله نفسه مضطرًا لفرض معادلات ميدانية جديدة.

الضغوط الدولية والإقليمية لن تتوقف عن محاولة كسر إرادة المقاومة، ما يتطلب تماسكًا أكبر داخل المحور، وتفعيل التنسيق على مستوى القرار السياسي والميداني.

سيتحدد مستقبل لبنان بناءً على خيارين: إما الاستسلام التدريجي لمنطق الورقة الأمريكية، وهو ما سيقود إلى تفكيك الدولة وانهيار الكيان الوطني، أو العودة إلى الثوابت الوطنية والمقاومة باعتبارها صمام الأمان الوحيد.

المعركة الدائرة في لبنان ليست محلية، بل هي جزء من صراع شامل على هوية المنطقة وخياراتها، أمام هذا المشهد، لا يمكن الركون إلى خطابات السيادة الزائفة، ولا إلى حلول وسط لا ترقى إلى مستوى التهديد الوجودي الذي يفرضه كيان العدو الصهيوني.

إن المقاومة، بدعم من قوى محور الصمود، لا تزال الرقم الأصعب وصاحبة الكلمة الفصل في حماية الكرامة والسيادة، ليس في لبنان فحسب، بل في كل المنطقة.

وخلاصة هذه السيناريوهات والمعطيات أنه يتوجب على القوى السياسية الوطنية اللبنانية الخروج من دائرة الارتهان، واتخاذ موقف واضح في دعم المقاومة، والضغط من أجل إنهاء التبعية للقرار الأمريكي، والتأسيس لاستراتيجية دفاع وطني شاملة تتكامل فيها أدوار الدولة والمقاومة والشعب.

 

 

الشامي: خطاب السيد القائد درع فكري ورؤية استراتيجية لمواجهة أدوات الحرب المعاصرة
خاص | المسيرة نت: في قراءة استراتيجية معمقة لخطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله ووزير الإعلام اليمني السابق، الأستاذ ضيف الله الشامي، أن الخطاب لم يكن مجرد توصيف للمشهد الميداني في غزة، بل جاء كدرع فكري لحماية وعي الأمة من الاختراق والانهيار، في مواجهة مشاريع التدجين والتطبيع والصمت الرسمي المتواطئ مع كيان العدو الصهيوني، وخارطة طريق لمواجهة أدوات الحرب المعاصرة.
القوى والفصائل الفلسطينية تؤكد وحدتها الوطنية لمواجهة الإبادة ومخططات التهويد
متابعات | المسيرة نت: أكدت القوى والفصائل الفلسطينية المجتمعة في العاصمة المصرية القاهرة، مساء اليوم الخميس، ضرورة تشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة العدوان الصهيوني المتصاعد على قطاع غزة والضفة الغربية، داعية إلى اجتماع وطني طارئ برعاية مصرية لوضع استراتيجية مقاومة موحدة تُسقط المشروع التوسعي الصهيوني في المنطقة.
عراقجي: لا سلام دون سلاح المقاومة لمواجهة العدوان الصهيوني وحماية الأمة
متابعات | المسيرة نت: أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رهان بعض الأطراف على السلام عبر مسار التطبيع مع كيان العدو الصهيوني قد سقط، بعدما فضح مجرم الحرب نتنياهو نياته التوسعية بإعلانه قبل يومين سعيه نحو ما سماه "إسرائيل الكبرى".
الأخبار العاجلة
  • 04:05
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم عسكر القديم شرق نابلس
  • 03:52
    مصادر فلسطينية: شهيد وإصابة عدد آخرين في إطلاق نار من قبل العدو على عناصر تأمين المساعدات قرب كيسوفيم شرقي مدينة دير البلح
  • 03:13
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مستشفى ابن سينا في مدينة جنين
  • 03:13
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات ومداهمات خلال اقتحام بلدة دوما جنوب نابلس
  • 01:25
    مصادر فلسطينية: مستوطنون يهاجمون منازل الأهالي في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل
  • 01:07
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تعتقل 3 نساء وشاب خلال اقتحام منزل عائلة منفذ عملية قدوميم في بلدة باقة الحطب شرق قلقيلية
الأكثر متابعة