من روائع الشعر النبوي للشاعر الكبير عبدالرحيم البرعي.. الجزء الثاني
آخر تحديث 08-08-2025 10:18

 1

كلفتُ بكمْ ففاضَ دمي دموعاً

وبتُّ سميرَ منْ هجرَ الهجوعا

 

رحلتمْ ذات يومَ البينِ عني

فها أنا بعد كمْ أبكي الربوعا

 

وماليَ لاَ أنوحُ على طلولٍ

أطلتُ بأهلهاَ وبها الولوعا

 

وفي يومِ الربوعِ سلبتَ عقليِ

بنجدٍ لا رعى اللهُ الربوعا

 

وكنتُ أحبُ أنْ أخفي غرامي

فيأبي الدمعُ إلا أنْ يذيعا

 

فكيفَ بهائمٍ يرجو وصالاً

ولمْ يكنْ الزمانُ لهُ مطيعا

 

لقدْ علمَ الفريقُ بأنَّ مثلي

إذا ذكرَ الفراقُ لديهِ ريعا

 

يطولُ وراءهمْ ظمئي وجوعي

لفقدِ الأهلِ لا ظمأً وجوعا

 

وينزعُ نحوهمْ قلبي فمنْ لي

إذا لمْ يرحموا قلباً نزوعاً

 

عسى زمنٌ يعودُ بأهلِ ودى

فيأتي الأنسَ إنساناً هلوعا

 

ولو كانَ الهوى العذري عدلاً

لقلدني بزورتهمْ صنيعا

 

أصيحابى دعوا عبراتِ جفني

تجدْ بدراً فطيبةَ فالبقيعا

 

فإنَّ بها نبياً هاشمياً

شكوراً صابراً براً خشوعا

 

وقوماً جاهدوا في اللهِ حتى

سقوا أعداءهُ السمَّ النقيعا

 

أسودٌ تفرقُ الهيجاءُ منهمْ

إذا لبسوا دماءهمُ دروعا

 

وإن نهضت كتيبتهمْ لحيٍ

كثيرِ الجمعِ فرقتِ الجموعا

 

بكلِّ فتى يخوضُ الهولَ سعياً

إلى الضربِ المبرحِ لا جزوعا

 

فكمْ حملتْ عتاقُ الخيلِ منهمْ

أسوداً تدهشُ الأسدَ الشجيعا

 

وكمْ شجرتْ لهمْ فوقَ الهوادي

رماحٌ تمنعُ الطيرَ الوقوعا

 

وبيضٌ في سماءِ النقعِ بيضٌ

ترى لشموسها فيها طلوعا

 

إذا اشتعلُ الظبا لهباً ظننا

متونَ الخطياتِ لها شموعا

 

لقدْ صدعوا منَ العزى شعوباً

كما صرعوا على التقوى صدوعاَ

 

رمتْ بهمُ الصوافنُ كلَّ ثغرٍ

كأنَّ به على مرعى مريعا

 

فكمْ غمرٍ طغى وبغى عليهمْ

فباتَ مجدلَ الغبرا ضجيعا

 

وذي نظرٍ سعى حتى رآهمْ

فخرَّ لهولِ هيبتهمْ صريعا

 

إذا سلوا سيوفَ الهندِ ظلتْ

رءوسُ المشركينَ لها ركوعا

 

مدحتُ أولئكَ الملأَ افتخاراً

فصارَ بمدحهمْ زمني ربيعا

 

فصلى ذو الجلالِ على نبيِّ

 وعلى صحابتهِ جميعا

 

بهِ وبهمْ علتْ رتبي لأني

طويتُ على ودادهم الضلوعا

 

قرنتُ بعزهمْ ذلي وحبي

لهمْ فوجدتهمْ حصناً منيعا

 

كلأتُ بهمْ منَ المحنِ اللواتي

تشيبُ خطوبها الطفلَ الرضيعا

 

مدحتكَ يارسولَ اللهِ فخراً

وتشريفاً ولمْ أكنِ البديعا

 

ألستَ علوتَ على سبعٍ طباقٍٍ

يومُّ ركابكَ الركنَ الرفيعا

 

وشرفكَ المهيمنُ بالتداني

فأصبحَ كلُّ ذي شرفٍ وضيعاً

 

وخصكَ بالشفاعةِ يومَ تعنو

وجوهُ الخلقِ للباري خضوعا

 

وأنتَ أحقُّ منْ يرجى بصيراً

لنائبةٍ ومنْ يدعى سميعا

 

أيا مولايَ ضاعَ العمرُ جهلاً

ولستُ أرى لفائتةٍ رجوعا

 

فخذْ بيدي وجدْ بالعفوِ يا منْ

إذا ناديته لبى سريعا

 

وقلْ عبدُ الرحيمِ غدا رفيقي

وما يخشى رفيقكَ أنْ يضيعا

 

وعمَّ بما تخصصني صحابي

وحاشيتي وأصلي والفروعا

 

رجونا جاهَ وجهكَ منْ ذنوبٍ

ثقالٍ تعجزُ الجلدَ الضليعا

 

وما قدرُ الذنوبِ وأنتَ نورٌ

خلقتَ لكلٍّ ذي ذنبٍ شفيعا

 

وكيفَ يضيقُ ذرعكَ منْ مرجٍ

نداكَ الحمَّ والجاهَ الوسيعا

 

عليكَ صلاةُ ربكَ ما تولتْ

نجومُ الغربِ تنتظرُ الطلوعا

 

2

يا ربِّ صلِّ على النبيِّ المجتبى

ما غردتْ في الأيكِ ساجعةُ الربا

 

يا ربِّ صلِّ على النبي وآلهِ

ما اهتزتِ الأثلاثُ منْ نفسِ الصبا

 

يا ربِّ صلِّ على النبي وآلهِ

ما لاح برقٌ في الأباطحَ أو خبا

 

يا ربِّ صلِّ على النبي وآلهِ

ما أمتْ الزوارُ نحوكَ يثربا

 

يا ربِّ صلِّ على النبي وآلهِ

ما قال ذو كرمٍ لضيفٍ مرحبا

 

يا ربِّ صلِّ على النبي وآلهِ

ما كوكبٌ في الجو قابلَ كوكبا

 

يا رب صلِّ على الذي أدنيته

منْ قابَ قوسينِ الجنابَ الأقربا

 

باللهِ يا متلذذينَ بذكرهِ

صلوا عليهِ فما أحقَّ وأوجبا

 

صلوا على المختارِ فهوَ شفيعكمْ

في يومِ يبعثُ كلَّ طفلٍ أشيبا

 

صلوا على منْ ظللته غمامةُ

والجذعُ حنَّ لهُ وأفصحتِ الظبا

 

صلوا علي منْ تدخلونَ بجاههِ

دارَ السلامِ وتبلغونَ المطلبا

 

صلوا عليهِ وسلموا وترحموا

وردوا به حوضَ الكرامةِ مشربا

 

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ يا

من نورُ طلعتهِ يشقُّ الغيهبا

 

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ ما

أحلاك ذكراً في القلوبِ وأعذبا

 

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ ما

أوفاكَ للمتذممينَ وأحسبا

 

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ ما

أزكاكَ في الرسلِ الكرامِ وأطيبا

 

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ منْ

عبدِ الرحيمِ توسلاً وتقربا

 

3

هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا

فَلَيسَ لي معدل عنهم وإن عدلوا

 

وكل شيء سواهم لي به بدل

منهم وَمالي بهم من غيرهم بدل

 

إني وإن فتنوا في حبهم كبدي

باق عَلى ودهم راض بما فعلوا

 

شربت كاس الهَوى العذرى من ظمأ

وَلذلي في الغَرام العسل وَالنهل

 

فَليت شعري وَالدنيا مفرقة

بين الرفاق وايام الورى دول

 

هَل ترجع الدار بعد البعد آنسة

وَهَل تعود لنا ايامنا الاول

 

يا ظاعنين بِقَلبي اينما ظعنوا

وَنازلين بِقَلبي اينَما نَزَلوا

 

ترفقوا بفؤاد في هوادجكم

راحَت به يوم راحَت بالهَوى الابل

 

فَو الَّذي حجت الزوار كعبته

ومن الم بها يَدعو وَيبتهل

 

لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي

بعد التفرق في اطلالكم طلل

 

لَم أَنس لَيلة فارقت الفَريق وَقَد

عاقوا الحَبيب عَن التَوديع واِرتَحَلوا

 

لما تَراءَت لهم نار بذي سلم

ساروا فمنقطع عنها وَمتصل

 

لا در در المَطايا أَينَما ذهبت

إن لم تنخ حيث لا تثنى لها العقل

 

في روضة من رياض الجنة ابتهجت

حسنا وَطاب بها للنازِل النزل

 

حيث النبوّة مضروب سرادقها

وَطالع النور في الآفاق يشتعل

 

وَحيث من شرف اللَه الوجود به

فاِستغرق الفضل فردا ماله مثل

 

محمد سيد السادات من مضر

سر السَرارة شمس ماله طفل

 

شوارد المجد في مَعناه عاكفة

وَريف رأفته غصن النى الخضل

 

تثنى عليه المَثاني كلما تلبت

كَما اِستَنارَت به الاقطار وَالسبل

 

بحر طوا رهبوا وَمكرمة

بدر عَلى فلك العَلياء مكتمل

 

ما زالَ بالنور من صلب إلى رحم

 

من عهد آدم في السادات ينتقل

 

حَتّى اِنتَهى في الذرا من هاشم وَسما

فَتى وَطفلا وَوفى وَهو مكتهل

 

فَكانَ في الكَون لا شكل يقاس به

وَلا عَلى مثله الاقطار تشتمل

 

به الحَنيفة مرساة قواعدها

فوق النجوم وَنهج الحق معتدل

 

وَمنه ظل لواء الحمد يشملنا

إذا العصاة عليهم من لظى ظلل

 

وانه الحَكَم العدل الَّذي نسخت

بدين ملته الاديان وَالملل

 

يا خير من دفئت بالترب أعظمه

فَطاب من طيبهن السهل وَالجبل

 

نَفسي الفداء لقبر انت ساكنه

فيه الهدى وَالندى وَالعلم وَالعمَل

 

أَنتَ الحَبيب الَّذي نَرجو عواطفه

عند الصراط اذا ما ضاقَت الحبل

 

نَرجو شَفاعتك العظمى لمذنبنا

بجاه وجهك عنا تغفر الزلل

 

يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بيَدي

في كل محادثة مالي بها قبل

 

قالوا نزيلك لا يؤذي وَها انا ذا

دَمي وَعرضي مباح وَالحمى همل

 

وَذا المسمى بك اشتد البَلاء به

فاِرحمن مدامعه في الخد تنهمل

 

وَحل عقدة هم عنه ما برحت

واشرح به صدر ام قَلبها وحل

 

وَصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن

يَليه لا خاب فيك الظن والامل

 

صَلى وسلم رَبي دائماً ابدا

عليك يا خير من يحفى وَيفتعل

 

والآل وَالصحب ما غنت مطوّقة

وَما تعاقبت الابكار والاصل


موقع غربي: السفن المرتبطة بالاحتلال عاجزة عن تفادي الضربات اليمنية
أكد موقع "gCaptain" المتخصص في شؤون الشحن البحري، أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني لم تعد قادرة على تجنب ضربات القوات المسلحة اليمنية.
الجهاد الإسلامي: العدو الصهيوني يخوض حربًا مفتوحة على شعبنا ومقاومتنا
قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن استمرار العدوان الصهيوني يؤكد أنه يخوض حربًا مفتوحة على الأمه ومقاومتها، ويمثل انتهاكًا لسيادة لبنان.
تحقيق استقصائي يكشف تعطل سلاسل الإمداد الدفاعي بفعل الحصار البحري والمقاطعة العمالية
متابعات| المسيرة نت: في تحول نوعي يعكس تعاظم أثر الضغوط الشعبية والميدانية على كيان الاحتلال الإسرائيلي، كشف موقع "شومريم" الاستقصائي الصهيوني أن الصناعات الدفاعية للعدو تواجه تحديات استراتيجية خطيرة بفعل تداخل عاملين مؤثرين: تصاعد الحصار البحري الذي تفرضه القوات اليمنية على الملاحة المرتبطة بموانئ الكيان، وتنامي حركة الاحتجاجات النقابية في عدد من الموانئ الأوروبية.
الأخبار العاجلة
  • 12:32
    الخارجية الصينية: لدينا مخاوف جدية بشأن خطة "إسرائيل" للسيطرة على غزة وندعوها لوقف أعمالها الخطرة فورًا
  • 12:32
    رئيس وزراء اسكتلندا: الاستيلاء على غزة تصعيد خطير يفاقم معاناة الفلسطينيين ونرفضه تمامًا
  • 12:14
    الجبهة الشعبية: لقد ترجم هذان الرفيقان بإخلاصهما المتواصل وتضحياتهما الجسيمة معنى النضال الفلسطيني الحقيقي
  • 12:14
    الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: ننعى القائد أبو خليل وشاح عضو اللجنة المركزية العامة والقائد الميداني مفيد حسين
  • 12:14
    مصادر فلسطينية: مصابون جراء سقوط صناديق مساعدات عبر إنزال جوي في محيط شارع الجلاء بمدينة غزة
  • 12:14
    مصادر طبية: 11 شهيدا بنيران جيش العدو على قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 3 من طالبي المساعدات قرب محور "نتساريم"