معادلة الاستباحة ضمن مشروع (الشرق الأوسط الجديد).. بين التحذير والمواجهة

عبدالقوي السباعي| المسيرة نت: في كُـلّ مفصلٍ من مفاصل هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، يطلّ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بخطابٍ ثاقب، يكشفُ لنا ملامحَ المشروع الخبيث المراد للأرض والإنسان العربي، واضعًا الأُمَّــة في قلب الحقيقة دون رتوشٍ أَو مواربة.
السيد القائد لم يتعاملْ مع العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة أَو سوريا ولبنان كأحداثٍ منعزلة؛ بل يضعُها في إطارها الاستراتيجي الموحَّد، ضمن مشروعٍ متكاملٍ لاستباحة المنطقة، مشروعٌ لا يستثني أحدًا، ولا يعترفُ بحياد، حتى حلفاءُ كيان العدوّ ومطبّعوه؛ هم في دائرة الاستهداف.
في خضم المواجهات المتصاعدة والانقسامات
الممنهجة، يعود مشروع "الشرق الأوسط الجديد" إلى الواجهة، بوصفِه أخطرَ
المخطّطات الأمريكية الصهيونية الغربية التي تهدفُ لتفتيت ما تبقى من الكيانات
العربية، والسيطرة على القرار والثروات والمقدسات الإسلامية، ليس عبر الغزو
العسكري المباشر فقط؛ بل أَيْـضًا من خلال أدواتها في صناعة الفوضى، وافتعال
النزاعات، وإغراق المنطقة في دوامةٍ من الانقسام والفتن والاقتتال الداخلي.
مخطّط صهيوني متكامل
لاستباحة الأُمَّــة:
في أكثرَ من خطابٍ يحذّر السيد
القائد من "معادلة الاستباحة"، التي تسعى القوى الصهيونية لتكريسها في
الوعي الجمعي العربي والإسلامي، حَيثُ تُحوّل الشعوب إلى رهائن، والأنظمة إلى
أدوات، والمنطقة إلى فراغٍ أمنيّ وجغرافي، مفتوحٍ أمام جنود الاحتلال والمخابرات الأمريكية
الغربية.
معادلة خطيرة، يُراد منها منطقة
ضعيفة، بلا وسائل ردع، لا تملك إرادَة الحماية الذاتية، تُدار بالريموت الصهيوني
من واشنطن وَ(تل أبيب)، وتُقسَّم وفق خرائط الغزاة، وكل من يقاوم ذلك يُدمّـر، وكل
من يهادن يُستنزف، حتى يُجرَّ الجميع إلى بيت الطاعة الصهيوني.
ووفق رؤية السيد القائد؛ فإن المخطّطَ
الصهيوني لا يقفُ عند حدود فلسطين؛ إنّه مشروع إقليمي واسع النطاق، يبدأ من غزة
والضفة، مُرورًا بسوريا ولبنان، ولا ينتهي عند العراق ومصر والأردن، بل يتجاوز إلى
إيران وباكستان وتركيا ودول الخليج.
واللافت في المشهد أن تصريحاتِ قادة
جيش الاحتلال تدعمُ هذا التوجّـه بشكلٍ سافر؛ فقد أعلن المتحدثُ باسم جيش العدوّ، اليوم
الأربعاء، أن قياداته العسكرية ورؤساء المجالس من "الجليل والجولان المحتلّ"،
أجرت تقييمًا ميدانيًّا في "مجدل شمس" المحتلّة، في إطار "توسيع
العمليات في الجولان والجنوب السوري".
ونقلت وسائل إعلام العدوّ عن قائد
المنطقة الشمالية قوله: "نهاجم أهدافًا للنظام السوري في السويداء، ونزيد
وتيرة الضغط، وهاجمنا دمشق، وسنواصل الهجمات في الجنوب".
وفقًا للمعطيات؛ فالنظام السوري ليس
الهدف؛ بل ترسيخ مخطّط "ممر داوود"، الذي طالما حذر منه السيد القائد، "الممر
الذي يمتد من الجولان إلى الفرات، مُرورًا بالسويداء ووُصُـولًا إلى نهر
الفرات"، مخطّط يجعل من سوريا نقطة ارتكاز للمشروع الصهيوني التوسعي، ويضع
العاصمة دمشق تحت مرمى الاحتلال.
لا رَدَّ
سوريًّا حتى ببيان:
لم يصدر عن "سوريا
الجديدة" أي رد فعل وإن حتى تنديد بالغارات والتوغلات الإسرائيلية على دمشق
أَو السويداء، ولم تنكر حدوث لقاءات مع الاحتلال؛ فالصمت عن الغارات يُعد إقرارًا
ضمنيًّا بحرية تحَرّك الاحتلال داخل الأراضي السورية.
ووفقًا لمراقبين؛ فالمطلوب من إدارة
دمشق موقف صارم وواضح ضد العدوان الإسرائيلي، خُصُوصًا أن الجولان المحتلّ (1800
كم²) أكبر من غزة بخمس مرات، ويقارب ثلث مساحة الضفة، وليس الركون الكامل لما يصاغ
من واشنطن.
الوعي المقاوم يدركُ اليوم أن في
كُـلّ بقعةٍ من جغرافيا الصراع والمواجهة، يبرز كيان الاحتلال الإسرائيلي؛
باعتبَاره مركز إنتاج الشرور، لا يترك لحظة دون أن يستثمرها لإضعاف سوريا أَو تفتيت
لبنان أَو ضرب اليمن أَو خنق فلسطين؛ فكلّما ازداد التطبيع والانبطاح المدفوع أمريكيًّا،
ازداد التوحّش الصهيوني.
كما يرى كيان الاحتلال في أية ضعف
فرصة، وفي كُـلّ تماهٍ تطبيعي تفويضًا مفتوحًا لاجتياح جديد، وما لا تقدر عليه غرف
المفاوضات، تُحقّقه دبابات الاحتلال من الأرض وطائراته من السماء؛ إنّها عقيدة
"الهيمنة بالقوة"، التي لا تتغير إلا إذَا واجهتها الأُمَّــة
بـ"معادلة الردع".
اليمن.. مفتاح الوعي
وبوصلة المواجهة:
منذ بدايات العدوان على الأُمَّــة،
حدّد اليمن مسارًا واضحًا للخلاص والنصر والتحرّر -الوعي، الإيمان، الحسم، وحدة
الجبهة، اليقين بزوال الكيان الصهيوني- هذه مفاتيح ميدانية لتغيير الواقع، ولإفشال
المشروع الصهيوني الذي يتسلل من كُـلّ الثغرات.
فإما أن تخوض الأُمَّــة معركة
السيادة، أَو تُدفن تحت ركام الخضوع والخيانة؛ وإما أن تنهض في وجه معادلة
الاستباحة، أَو تُستهلك في متاهات التجزئة والتطبيع والاستسلام.
اليوم، ونحن نعيش فصولًا دامية من
هذا المخطّط، تتضح صدقية القراءة اليمنية للمشهد، وما حذر منه السيد القائد أصبح
واقعًا؛ فالعدوّ لم يعد يكتفي باحتلال فلسطين؛ بل يسعى لتوسيع نفوذه داخل العواصم
العربية، لإقامة (إسرائيل الكبرى)، بأدوات عسكرية وتواطؤ سياسي.
ويبقى الأمل معقودًا على الشعوب
الحيّة، وعلى من يحملون وعي المرحلة، ويجعلون من كُـلّ خطابٍ صادق، مثل خطابات
السيد القائد، منارةً للثبات، ووقودًا لمشروع التحرّر العربي والإسلامي القادم
بإذن الله تعالى.

السيد الخامنئي: العدو الصهيوني ورم خبيث وأمريكا مجرمة
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي أن الشعب رغم اختلاف توجهاته السياسية توحد بشكل هائل للدفاع عن إيران العزيزة.-
01:02بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: الوضع الحالي في البحر الأحمر يتطلب معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار
-
01:02بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: مجلس الأمن معني ألا يسمح لدعاية أمريكا بتشويه الحقائق في غزة والمنطقة
-
01:02بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: عانى شعب اليمن من تبعات حرب مدمّرة وحصار فرضه تحالف مدعوم أمريكيا، وواحدة من اسوا الازمات الإنسانية في العالم.
-
01:01بعثة إيران الأممية: أمريكا تستغل مجلس الأمن لصرف الانتباه عن تدخلها العسكري في اليمن ودعمها لعدوان إسرائيل على اليمن والمنطقة.
-
01:01البعثة الدائمة لإيران: نرفض المزاعم الأمريكية المتعلقة باليمن، ونؤكد دعم الجمهورية الإسلامية لعملية سياسية سلمية يقودها اليمنيون
-
01:01مصادر فلسطينية: قصف مدفعي متواصل للعدو الإسرائيلي على جباليا النزلة شمال مدينة غزة