رجل المرحلة
آخر تحديث 24-04-2021 15:42

استلم دفة السفينة وقادها شاقاً عباب البحر، لم يبال بالأمواج العاتية والعواصف التي تعصف بها من كل اتجاه، كان قائداً ماهراً متوكلاً على الله واثقاً به، وكلما زاد حجم التحديات زادت قوته وصلابته التي يستمدها من قوة إيمانه بالله القوي العزيز، عظم الله في نفسه حتى صغر ما دونه في عينه، فذابت الروح تفانياً لمرضاة الحق جل وعلا وخدمة دينه وإعلاء كلمته ومواجهة أعدائه، حتى وإن كان آخر ذلك أن يتحول جسده إلى أشلاء متطايرة تفوح مسكاً وعنبراً ينتشر شذاه في الأفاق موقظاً من كان لا زال يعاني من سكرات الغفلة واللامبالاة، فأحيا في شعبه روح الصمود والمواجهة للطغاة والمستكبرين.

رجل أعطى معنى آخر للرئاسة، لشعب عانى عقوداً من ظلم الحكام وجورهم، حتى أصبح يجهل المعنى الحقيقي للرئاسة والزعامة وتقلد المناصب، كما عانى كثيراً من قيود الوصاية والتبعية، واستغلال المناصب لسلب الحقوق ونهب الثروات، فأسس (دولة للشعب، لا شعب للدولة). أحبه شعبه لأنّه تحقق فيه ما كان يتطلع إليه لتقلد هذا المنصب، كما شهد له العدو والصديق بحنكته وجدارته في إدارة البلد وفي ظل ظروف استثنائية.

كما أسس مشروعا حضاريا لبناء دولة يمنية حديثة قادرة على التنمية والبناء وحماية نفسها على رغم المعاناة الكبيرة جرّاء العدوان والحصار: (يد تحمي ويد تبني). وكل يوم يحقق مشروعه نجاحاً أكبر على مختلف المجالات وبشكل لم يتحقق لهذا الشعب منذ عقود خلت. 

قاد السفينة وهو يحمل على عاتقه هم شعبه، مواجهاً كل ما يتسبب في ألمه، متلمساً لمشاكله ومعاناته، محارباً للفساد بشتى أشكاله ومسمياته، معالجاً للكثير من القضايا ومصححاً للكثير من المفاهيم وبمسؤولية.

يتكلم لينصت الجميع، لأنّ في كلامه العلاج والحل للكثير من الإشكالات التي تتعلق بالدين والدنيا، في العصر الذي أصبح فيه الدين على هامش حياة الكثير من الحكام، بل لم يعد ضمن اهتماماتهم، كيف لا وهو من تثقف بثقافة القرآن وأدرك جيداً أن باستقامة الدين تستقيم الحياة، وتعمّر الأرض ويعم الخير والرخاء.

جاهد في الله حق الجهاد، لم يكن المنصب غاية لديه بقدر ما هو وسيلة لخدمة شعبه، شعبه الذي أحبه حباً جماً لصدقه وإخلاصه وتفانيه في خدمته ليلاً ونهاراً، ليبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء.

فترة قصيرة تلك التي تسلم فيها دفة الحكم، ولكنه أسس للكثير وحقق الكثير من أجل شعبه ووطنه وأمته.

رحل الصماد شهيداً في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن هذه الأرض وعن أهلها الطيبين، مرخصاً روحه في سبيل الحفاظ على كل شبر من أرض وطنه الغالي، رحل وسط حزن شعبه الذي رأى فيه المخلص له من براثن الكثير من المفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي أحدثت الكثير من الضرر في الساحة اليمنية. رحل ولكنه أحيا في شعبه روح البذل والعطاء والتضحية والفداء، رحل ولكن سيظل شعبه يحمل الشعارات التي حملها، ويسلك الطريق التي سلكها، ويحمل الروحية التي حملها، ويكمل البناء الذي أسس له، ويواجه العدو الذي واجهه.

رحل ولكنه سيظل حياً فينا، ليس عن طريق إحياء ذكرى استشهاده وحسب، بل عن طريق المشاريع التي أسس لها من أجل خير الأمة ونهضتها وعزتها وكرامتها، فذكراه تحيينا، لا نحن من نحييها.

إعلام العدو: صاروخ من اليمن يدفع ملايين "الإسرائيليين" إلى الملاجئ
ذكرت يديعوت أحرونوت الصهيونية، أن صاروخ من اليمن يدفع ملايين "الإسرائيليين" للهروب إلى الملاجئ.
حركة الجهاد: العدو الإسرائيلي يحاصر أكثر من مليوني إنسان في غزة بلا غذاء ولا دواء
أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن العدو الإسرائيلي يحاصر أكثر من مليوني إنسان في غزة بلا غذاء ولا دواء ولا أساسيات الحياة، وأن التجويع العام وحالات الموت الجماعي بسبب الحصار المطبق الذي يشهده القطاع نتيجة لسياسات التجويع الصهيونية الممنهجة.
الأورومتوسطي: الموقف الأوروبي يغذي الإبادة في غزة ويكرس احتلال الأرض
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الموقف الأوروبي يغذي الإبادة الجماعية بغزة ويكرس الاحتلال للأرض الفلسطينية.
الأخبار العاجلة
  • 05:28
    وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا": اعتقال 87 عميلًا للكيان الصهيوني في محافظة لرستان غرب إيران وتسليمهم للسلطات القضائية
  • 05:28
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
  • 05:28
    مصادر فلسطينية: 6 جرحى جراء قصف العدو الإسرائيلي خياما للنازحين بمواصي خان يونس جنوب غربي قطاع غزة
  • 05:28
    مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي يقتحم مدينة نابلس
  • 05:27
    مصادر فلسطينية: مصابون جراء استهداف طيران العدو خيمة تؤوي نازحين بمواصي خان يونس جنوبي القطاع
  • 01:35
    ترامب: أؤكد التزامي الكامل بعدم السماح أبدًا بإنشاء عملة رقمية للبنك المركزي في أمريكا