• العنوان:
    الإمام زيد عليه السلام.. ثائرُ الحق وضميرُ الأُمَّــة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في مثل هذه الأيّام، نستحضر واحدةً من أعظم بطولات التاريخ الإسلامي حين ارتقى الإمام زيد بن علي عليه السلام شهيدًا على درب الحق والعدالة، معرّجًا بدمه الزكي على صفحات البطولة والمقاومة، ورافضًا الظلم والاستبداد.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ثورتُه ضد الحكم الأموي لم تكن مُجَـرّد غضب عابر، بل كانت نابعةً من وعي حقيقي وإيمان بعدالة القضية.

فقد تحَرّك الإمام زيد وهو يدرك أن السكوت على الظلم خيانة للمبادئ التي عاش؛ مِن أجلِها جده الإمام الحسين عليه السلام.

رفع شعارًا مدويًا: "ما يرضى الله منّا أن نُصافح أيدي الظالمين!".

رغم قلة من ناصروه، لم يتردّد الإمام في القيام بثورته، مؤمنًا بأن الدمَ حين يُسفك دفاعًا عن الحق، يكون أبلغَ من أي كلام.

 

استشهادُه وبقاء الذكرى:

استشهد الإمامُ زيد بن علي عليهما السلام في عام 122 هـ، لكنه لم يمت في قلوب الأحرار.

بقيت ذكراه مصدَرًا للإلهام، ومشعلًا يُضيء طريق الثائرين في كُـلّ زمان.

استُشهد جسدًا، لكنه انتصر فكرةً وروحًا، وظل رمزه يتجدّد في كُـلّ موقف يُطلب فيه الوقوف للحق ونبذ الباطل.

في ذكرى استشهاده، نتوقَّفُ لنتأمل في معاني التضحية، وفي الواجب الأخلاقي الذي يُحتم علينا أن نكون مع الحق مهما كان الثمن.

الإمام زيد عليه السلام لم يبحث عن سلطة، بل كان صوتًا للمظلومين، وصرخة للضمير الحي.

فلتكن هذه الذكرى دعوة للتجديد، للثبات على المبادئ، ولرفض كُـلّ أشكال الظلم والطغيان. فسلامٌ على الإمام زيد يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعث حيًّا.

وفي ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، يتجدد في اليمن حضورٌ ثوريٌ يعكس عمق الارتباط بين التاريخ الإسلامي الأصيل وقضايا الأُمَّــة المعاصرة، وعلى رأسها نصرة غزة.

 

الإمام زيد: رمز الثورة والحق:

الإمام زيد بن علي عليه السلام خرج في وجه الظلم والطغيان الأموي، مجسدًا مبدأ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

كان حليفًا للقرآن، لا يسكت عن الباطل، وقال كلمته الخالدة: "والله ما يدعني كتابُ الله أن أسكت".

فثورته لم تكن طلبًا للسلطة، بل دعوةٌ لإحياء الدين ومواجهة الانحراف.

 

 اليمن وموقفه من غزة:

الشعب اليمني، قيادةً وشعبًا، يرى في مظلومية غزة امتدادًا لمعركة الإمام زيد ضد الطغيان.

فقد خرجت في هذه الذكرى الفعاليات في كل المحافظات اليمنية الحرة مجسّدة لهذا الوعي، حَيثُ رُفعت شعارات التضامن مع فلسطين، وتردّدت كلمات الإمام زيد في الهُتافات.

ويظهر جليًّا بما تنفِّذُه القواتُ المسلحة اليمنية من عمليات صاروخية للكيان الغاصب وعمليات بحرية دعمًا لغزة، معتبرة ذلك واجبًا دينيًّا وإنسانيًّا.

وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن موقف اليمن من غزة هو امتدادٌ طبيعيٌّ لنهج الإمام زيد في رفض الذل والانتصار للمستضعفين.

 

لماذا هذا الربط مهم؟

لأن الإمام زيدًا يمثل مدرسة ثورية لا تنفصل عن قضايا الأُمَّــة، واليمن اليوم يجسد هذا النهج عمليًّا.

فغزة ليست مُجَـرّد قضية سياسية، بل اختبار لضمير الأُمَّــة، واليمن يثبت أنه في طليعة المدافعين عنها، رغم الحصار والعدوان.