• العنوان:
    في ظل زيد.. صعدة تهتفُ لفلسطين وتواجهُ طغاة العصر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

عبدالله عبدالعزيز الحُمران

تقدّمت الحشود صباحًا في مدينة صعدة، كما لو أنها تسير في ظل الإمام زيد عليه السلام، تهتف بلسان حاله، وتواجه طغاة الحاضر كما واجه هو طغاة الماضي. خرجت صعدة اليوم لا لمُجَـرّد إحياء الذكرى، بل نصرةً للمظلومين، وفداءً للمبادئ، ووفاءً لعهدٍ لا يُنكث.

في صباحٍ تفوح منه رائحة الثورة، أحيت صعدة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، لا كحدث سنوي، بل كموقفٍ متجدد يربط الماضي بالحاضر، ويرسم على خارطة الوعي خطوط الكرامة والإباء. لم تكن الحناجر تهتف لزيد وحده، بل كانت تهتف لفلسطين، لغزة، للمستضعفين، حَيثُ كانوا، تدعو للجهاد، وتستحضر صرخته الخالدة:

"ما كره قومٌ قط حر السيوف إلا ذلوا".

من دربٍ لا يعرف الحياد، ومن صرخات المقهورين، ينبثق الموقف اليمني بثباته وبصيرته، وكأنه زيدٌ آخر… يصرخ في وجه الطغاة، ويكتب على جبين الأُمَّــة: ما يزال فينا من يقول لرموز الشر والإجرام "لا".

امتزجت راية زيد براية القدس، وتلاقى الموقفان في قلب اليمن… زيد الذي واجه طغاة الأمس، واليمن الذي يواجه طغاة اليوم. وكما أبى الإمام أن يساوم أَو يخضع، يأبى اليمن اليوم أن يساير المطبعين أَو يصافح قتلة أطفال غزة، فيثبت على درب الحق، ويناصر القضية، ويقدّم موقفًا لا يقل صلابة عن سيف زيد.

"من أحب الحياة عاش ذليلًا"… لم تكن جملة عابرة نطق بها الإمام زيد، بل عقيدة تجسدت في مواقف اليمنيين، وفي صرختهم، بل وفي صواريخهم، التي انطلقت ولا تزال، في وجه العدوّ الصهيوني، لتقول للعالم: لا زال في الأُمَّــة من يرفض الذل ويقاتل لأجل الكرامة.