• العنوان:
    أنُصرة غزة.. منشورات بكاء وعتاب متبادل؟!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في ظل الجرائم المتواصلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومع مشاهد الدمار والقتل التي تبثها شاشات العالم لحظة بلحظة، يكتفي كثيرون، للأسف، بتفاعل عاطفي محدود، يتمثل في منشورات حزينة وكلمات عتاب وبكاء، تجرّ بعضها بعضًا على منصات التواصل الاجتماعي، وكأنها طقوسٌ نمطية اعتدناها كلما اشتدّ الألم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لكن الحقيقة المؤلمة أن هذه المنشورات، على أهميتها الرمزية، لا تكفي. فمعاناة غزة ليست لحظة حزن نمرّ بها ونغادرها، بل هي نداء حيّ للضمير الإنساني والواجب الديني والأخلاقي. إن نُصرة غزة اليوم لم تعد ترفًا أَو خيارًا، بل أصبحت فرضًا لا يسقط عن أيِّ حرّ في هذا العالم، ولا يمكن تأديته بالكلمات وحدَها.

لقد حان وقتُ التحَرّك الجاد، والتحريض الميداني، والنشاط الشعبي الواسع. حان وقت الحشد، والتعبئة، والخروج إلى الساحات؛ لأن غزة تنزف، وتُباد، وتُحاصر، بينما العالم يتفرج.

وليس هناك من أحد معذور. فكُلُّ شخص، مهما كان موقعه، قادر على أن يكون لبنة في جدار الصمود والنصرة. من يملك القلم فليكتب، ومن يملك الصوت فليصدح، ومن يملك التأثير فليحرّك الجماهير.

وسائل التواصل يجب أن تتحول من مساحات بكاء إلى منصات تعبئة وتحشيد. الميدان هو الامتحان الحقيقي، والضغط الشعبي هو الورقة الأقوى التي تهابها الأنظمة المتواطئة، ويحسب لها العدوّ ألف حساب.

إن نُصرةَ غزة لا تعني فقط التظاهُرَ والاحتشاد، بل تعني كذلك مقاومةَ التطبيع، ومقاطَعة كُـلّ داعم للاحتلال، ودعم القضية بكل الأشكال الممكنة: إعلاميًّا، ثقافيًّا، اقتصاديًّا، واجتماعيًّا.

كفانا عتابًا لبعضنا البعض، وكفانا انتظاراتٍ خائبة. فلنبدأ بالفعل؛ لأن كُـلّ لحظة تأخير تُسهم في إطالة المجزرة.

غزة لا تحتاج دموعًا، بل تحتاج مواقف.

لا تنتظر تعاطفًا، بل تنتظر نهضة أُمَّـة.

وغدًا، سيسألنا التاريخ: أين كنتم حين كانت غزة تُباد؟

فلنُجِبْ اليوم بالفعل، قبل أن نُدان بالصمت.