خاص| المسيرة نت: أكد الناشط السياسي الفلسطيني عدنان الصباح أن الولايات المتحدة والدول الغربية تتواطأ في الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا ما يحدث في غزة إبادة جماعية مدعومة وممنهجة، وسط صمت عربي ودولي مخزٍ.

وفي حديثه لقناة المسيرة أوضح الصباح إن الجرائم اليومية بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية، من استهداف للمركبات والمنازل والمؤسسات الطبية، تُوثقها كاميرات المراقبة وتُنفذها مجموعات من المستوطنين وقوات العدو الإسرائيلي دون رادع، مشيراً إلى أن الكيان يستخدم أدوات الحياة كوسائل للموت، بمنع الغذاء والدواء والماء عن السكان.

وأشار إلى أن ما يجري في الضفة الغربية لا يقل خطورة عن غزة، بل يمثل "حرب الخلفية" التي تهدف إلى التهجير القسري، وفرض السيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، من خلال التهويد والاستيطان والسيطرة على المقدسات، مثل قرار سلطات الاحتلال نقل صلاحية إدارة الحرم الإبراهيمي إلى مجلس استيطاني ديني، في انتهاك صارخ للحقوق الدينية والتاريخية للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن الكيان يسعى إلى تحويل قطاع غزة إلى سجن مفتوح ومعسكر اعتقال جماعي، عبر محاصرة السكان في مساحة لا تتجاوز 10 إلى 15% من أصل 362 كيلومترًا، ما يعكس نية واضحة في التهجير الجماعي القسري، خصوصًا مع الحديث عن ترحيل أكثر من مليون فلسطيني.

وشدد الصباح على أن الاحتلال لا يكتفي بالقتل المباشر، بل يمنع إدخال الأدوية والوقود إلى المستشفيات، ويجبر الطواقم الطبية على إجراء العمليات الجراحية في ظروف غير إنسانية، مشيراً إلى أن أكثر من 70% من الأدوية غير متوفرة، وأن غالبية المشافي تعمل بأقل من 20% من طاقتها، ما يجعل كل مريض في غزة مشروع شهيد.

وتطرق  إلى الصمت الأمريكي قائلاً: "حتى عندما يُقتل فلسطينيون يحملون الجنسية الأمريكية، كما في حالة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، تلتزم واشنطن الصمت، بينما لا تتردد في حماية أي أمريكي في أي مكان آخر في العالم"، مضيفاً أن "الإدارة الأمريكية لا ترى في الفلسطيني إنسانًا يستحق الحياة، بل تعتبر الاحتلال حليفاً ومشروعاً يخدم مصالحها في المنطقة".

وفي ختام حديثه، شدد عدنان الصباح على أن ما يجري ليس مجرد عدوان عابر، بل جريمة مستمرة تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها، وتحويل فلسطين إلى ساحة صراع تخدم فيها "إسرائيل" مصالح الغرب وتبتلع ما تبقى من حقوق الفلسطينيين التاريخية.