• العنوان:
    نبضُ الصمود الاقتصادي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في غمار حربٍ اقتصاديةٍ شرسةٍ تُضافُ إلى عدوانٍ عسكريٍّ غاشم، يُسجّلُ البنك المركزي اليمني في صنعاء انتصارًا جديدًا يُضافُ إلى سجلِّ صمودِ شعبنا.

إن طرحَ الإصدار الثاني من الورقةِ النقديةِ فئةَ المائتي ريال ليسَ مُجَـرّد إجراء بنكيٍّ روتيني، بل هو خطوةٌ استراتيجيةٌ تُفشلُ مخطّطاتِ العدوّ لإغراق السوقِ بالعُملةِ التالفةِ، وتُعززُ ثقةَ المواطنِ بعملتهِ الوطنيةِ.

لقد راهنَ مرتزِقةُ العدوانِ على انهيار اقتصادنا، وسخروا من قدرتنا على استبدالِ التالفِ من العملةِ، مُردّدين عباراتٍ جوفاءَ عن "نقص البنكنوت".

ظنوا أنهم بحصارهم البغيض قد أحكموا الخناقَ على شريانِ حياتِنا الاقتصادي. لكنَّ اليمنَ، الذي أبهرَ العالمَ بصمودهِ العسكري، يُبرهنُ اليومَ على صلابةِ إرادتهِ الاقتصاديةِ وقدرتهِ على الإبداع في أشدِّ الظروفِ قسوةً.

فإطلاق هذهِ الفئةِ الجديدةِ بمواصفاتٍ أمنيةٍ عاليةِ الجودة، وفقَ أحدثِ المعاييرِ والممارساتِ العالميةِ، يُعدُّ تحصينًا مُتقدمًا للعملةِ الوطنيةِ ضدَّ أية محاولاتٍ للتزييفِ أَو التلاعبِ.

إنَّ احتواءها على علاماتٍ أمنيةٍ متطورةٍ تُرى بالعينِ المُجَـرّدةِ وبالأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ، يضمنُ سلامةَ التعاملاتِ الماليةِ ويُعيدُ الاستقرار إلى السوقِ المحليةِ.

وما يُضفي على هذا الإنجاز بعدًا إنسانيًّا وحضاريًّا فريدًا، هو تزويدُ الورقةِ النقديةِ بطريقةِ "برايل" للمكفوفين. هذهِ اللمسةُ الإنسانيةُ ليستْ مُجَـرّد إضافة تقنية، بل هي رسالةٌ ساميةٌ من قيادتِنا الثوريةِ والسياسيةِ، تُؤكّـد اهتمامها بكلِّ شرائحِ المجتمعِ، وحرصَها على دمجِ ذوي الهممِ في نسيجِ الحياةِ اليوميةِ.

إنها تُبرهنُ أنَّ قيمَ العدلِ والإنسانيةِ ليستْ مُجَـرّد شعاراتٍ، بل هيَ واقعٌ مُعاشٌ في يمنِ الإيمانِ والحكمةِ.

إنَّ هذهِ الخطوةَ الجريئةَ والنوعيةَ من البنكِ المركزيِ في صنعاءَ، هيَ صفعةٌ قويةٌ لمخطّطاتِ العدوّ الاقتصاديةِ. إنها تُثبتُ أنَّ الشعبَ اليمنيَّ قادرٌ على التكيفِ والصمودِ، بل وتحقيقِ الإنجازاتِ التي تُدهشُ العالمَ، حتى في ظلِّ أعتى صورِ الحصارِ والعدوانِ.

إن الـ200 ريال الجديدة ليست مُجَـرّد عملةٍ، بل هي رمزٌ لعزيمةٍ لا تلينُ، وإشارة إلى انتصار اقتصاديٍّ قادمٍ بإذن الله، يكسرُ شوكةَ العدوانِ ويُعززُ سيادتَنا الوطنيةَ.