• العنوان:
    خبير سياسي للمسيرة: تعاني سوريا من دولة الطيف الواحد وكيان العدو الصهيوني يتمدد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: في سياق التصعيد المتواصل على الساحة السورية، أكد مدير مركز شمس للدراسات الإستراتيجية المتقدمة، الدكتور محمد الشيخ، في حديث لقناة "المسيرة"، أن ما جرى خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء من اعتداءات واشتباكات، يعيد إلى الأذهان مشاهد المجازر والانتهاكات التي وقعت في الساحل السوري قبل أشهر، مشيرًا إلى أن ما يحدث اليوم ضد الدروز هو جزء من مخطط كبير يقوده كيان العدو الصهيوني، مستغلاً تخاذل المجتمع الدولي وصمت بعض القوى المحلية.
  • التصنيفات:
    عربي
  • كلمات مفتاحية:

 وقال الدكتور الشيخ: إن المقاومة رغم التضحيات ستنتصر، مؤكدًا أن من ينبت لحمه من تراب الأرض لا يمكن أن يُهزم.

ولفت إلى أن ما يسمى "قوات الجولاني" التي زجّت بدباباتها في مواجهة أبناء السويداء، لن تنتصر؛ لأنها تفتقر للشرعية وللأرض، وتنفذ أجندات خارجية، أبرزها أجندة كيان العدو الصهيوني.

وأضاف أن ما سُمي بـ "وقف إطلاق النار"، أو تحذيرات الرئيس الأمريكي ترامب لرئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو، هي مجرد ذر للرماد في العيون، مشيرًا إلى أن ما يجري عمليًّا هو انسحاب مبرمج لقوات الجولاني، ليفسح المجال أمام العدو للتمدد نحو السويداء، وفرض واقع الاحتلال المباشر.

   

الاختلاف في السلاح... والنتيجة واحدة

وفي ردّه على سؤال حول أوجه التشابه بين ما حدث في الساحل وما يحدث الآن في السويداء، قال الشيخ: "ما حدث في الساحل كان متوقعاً، وما يحدث مع الأقليات اليوم – بما فيها الطائفة الدرزية – هو في ذات السياق، لكن مع اختلاف مهم، وهو تمسك الدروز بسلاحهم، الأمر الذي قد يشكّل عامل ردع مؤقت أمام المجازر، وإن لم يمنعها كلياً".

واعتبر أن السلاح هو الضمانة الوحيدة، وأن التمسك به هو ما يجعل أي اقتحام من قبل الجولاني أو غيره مكلفاً وصعباً. في المقابل، فإن ما حدث في الساحل جاء بعد أن تم تجريد السكان من سلاحهم، ما جعلهم هدفاً سهلاً للانتهاكات.

 

منطلق للإرهاب الطائفي

وفي تحليله للخلفيات الفكرية للسلطة المسيطرة حالياً في بعض المناطق السورية، قال الشيخ إن هذه السلطة جاءت من خلفية أصولية أو لا دينية، لكنها اتخذت الدين وسيلة لفرض نفسها، معتبراً أن هذه "الدولة" هي "دولة الطيف الواحد"، ولا يمكنها أن تحترم أي مكون آخر، سواء من العلويين أو الدروز أو الشيعة أو المسيحيين.

وقال إن هذه "الدولة" تسلب الأقليات أبسط حقوقها، سواء أكانت دينية أو فكرية أو ثقافية أو اجتماعية، مضيفًا أن ما يحدث الآن في السويداء من تجاوزات، ومن انتهاكات موثقة تُبث عبر مواقع التواصل، هو دليل على أن هذه الجماعات لا تنتمي إلى القيم الإنسانية بأي شكل من الأشكال.

وأشار الدكتور الشيخ إلى أن الطائفية لم تكن موجودة في سوريا قبل عام 2011، مؤكدًا أن ما حدث بعد ذلك كان نتيجة لمشروع خارجي سعى إلى إعطاء الصراع طابعاً مذهبياً. وأوضح أن الدولة السورية لم تكن تفرّق بين مواطنيها على أساس طائفي، بل كانت تحاسب من يحمل السلاح ضد الدولة، بغض النظر عن طائفته.

وقال: "الكثير من السنة قاتلوا ضمن صفوف الجيش العربي السوري، ومنهم من استشهد دفاعاً عن الوطن، وهذا دليل على أن الدولة لم تكن طائفية، بينما الجماعات المسلحة هي التي سعت لإضفاء الطابع المذهبي على الصراع، من خلال خطابها وسلوكها على الأرض".

 وخلص الدكتور محمد الشيخ بالتحذير من استمرار التهديدات التي تتعرض لها الأقليات في سوريا، مشيرًا إلى أن كيان العدو الصهيوني يستغل هذه الورقة بمهارة، عبر التلويح بـ "حماية الدروز"، في الوقت الذي يخطط فيه للسيطرة على مناطقهم، تحت ذريعة "التدخل الإنساني".