خاص| المسيرة نت: أكّد الناشط والمحلل السياسي خليل نصر الله، أن الحراك الأمريكي الأخير في المنطقة، وتحديدًا في سوريا ولبنان، يثبت نوايا واشنطن في استثمار اللحظة السياسية لتمرير أجندتها عبر رفع جزئي للعقوبات واستقطاب الاستثمارات الخليجية والتركية، تحت ما تسميه "فرصة تاريخية".

وفي حديثه لقناة "المسيرة" أوضح نصر الله أن هذه التحركات، رغم كونها غير مفاجئة، تحمل في طياتها تناقضاً واضحاً، مشيرًا إلى أن المبعوث الأمريكي كان قد أعرب سابقًا عن رضاه تجاه الرد اللبناني على ورقة الإملاءات الأمريكية، لكنه عاد لاحقاً ليركز على التصعيد السياسي والاقتصادي، وكأن الهدف هو فرض الشروط بالقوة.

وأشار إلى أن المشاريع الأمريكية التي يتم الحديث عنها في المنطقة، خصوصًا شمال وشرق سوريا، لا يمكن أن تمر من دون تكلفة باهظة، وإذا فُرضت بالقوة، فإنها ستمر على بحر من الدماء.

وشدّد نصر الله على أن الخطر الحقيقي على استقرار لبنان وسوريا لا يأتي فقط من الجنوب والاحتلال الإسرائيلي، بل من القوى المدعومة أمريكيًّا في الشمال والشرق، والتي سبق أن قاتلتها المقاومة في سوريا وهزمتها، في إشارة إلى الجماعات المدعومة غربياً والمتحالفة مع بعض القوى الكردية.

وفي سياق متصل، تطرق نصر الله إلى أنباء عن لقاء بين مسؤولين سوريين وصهاينة في أذربيجان، يوم السبت الماضي، قائلاً إن هذه الأخبار – رغم نفي المصادر السورية – "تطرح علامات استفهام حول الرسائل السياسية التي يراد توجيهها، خصوصًا مع توقيتها اللافت".

ووفقًا لنصر الله فإن دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حماية مناطق كردية مثل الحسكة والقامشلي عام 2018 يؤكد أن إيران كانت حريصة منذ البداية على وحدة سوريا والدفاع عن المدنيين، وهو ما يتناقض مع الصورة التي يحاول الأمريكيون والإسرائيليون الترويج لها.

 

وخلص إلى أن ما يجري هو محاولة أمريكية -إسرائيلية لإعادة تركيب منظومة جديدة في المنطقة تخدم مصالح الكيان المؤقت، لكن هذه المشاريع ستصطدم بإرادة شعوب المنطقة، ومحور المقاومة الذي بات أكثر وعيًا واستعدادًا.