-
العنوان:السويداء في قلب العاصفة.. جريمة التغيير الديمغرافي بين مخالب الجولاني وغارات نتنياهو
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:المسيرة نت| عبدالقوي السباعي: في بلدٍ ابتُلِيَ بحربٍ مفتوحة على الجغرافيا والهوية، لا تزال سوريا تكتشف شيئًا فشيئًا عمق الكارثة التي أُلقيت في حجرها.
-
التصنيفات:عربي تقارير وأخبار خاصة
ما تم كشفه حدَّ الآن ليس إلا رأس جبل الجليد، أمّا ما بقي متواريًا في زوايا الخراب والنسيان؛ فبعضه ينتظر تبدل الظروف، وبعضه طُمِسَ عمدًا بيد من تحولوا إلى "سادة الميدان".
ومن بين أبشع الجرائم التي لم تنل
بعد حقها في الكشف والتوثيق، تطلّ جريمة "التغيير الديمغرافي"، كخنجرٍ
في خاصرة سوريا، وكجريمةٍ تعكس مخططًا دمويًّا ممنهجًا له أذرعه العسكرية، وغطاؤه
السياسي، وامتداداته الخارجية.
فصول التغيير..
جغرافيا ضحية وهوية مستهدفة:
التغيير الديمغرافي ليس حادثًا
طائفيًا كما يحلو للبعض اختزاله؛ بل هو مشروع سياسي عسكري متكامل، هدفه إعادة رسم
الخريطة السكانية على أسس تخدم مصالح المحتل والمهيمن.
ملامح هذا المشروع قد بدأت منذ
اندلاع الحرب الأهلية السورية، وشملت موجاته كل السوريين دون استثناء؛ عربًا
وأكرادًا، دروزًا وأرمن، سُنةً وعلويّين، مسلمين ومسيحيين.
لكن ما يميز الجريمة ليس فقط اتساع
رقعتها، بل أن من يقف وراءها هم ذاتهم الذين ادّعوا الثورة والحرية، بينما هم
أدوات استخبارية إقليمية ودولية في يد المشروع الصهيوني الأمريكي الغربي.
حيث تقف في صدارة هذا المخطط، ما
يسمى هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، المكنى بـ"الجولاني"، رأس
حربة أمريكية–إسرائيلية تركية بامتياز، مدعومة إعلاميًا وسياسيًا وأمنيًا.
إذ لم تكتف هذه الجماعات بتلويث
المشهد بالدم، بل جعلت من التهجير القسري واستبدال السكان سياسة يومية؛ مدن مثل "درعا
وداريا ومرورًا بوادي بردى والقلمون والساحل السوري الغربي" كانت جميعها ساحات
لتجريب هذا النموذج القذر، وسهّلتها أدوات الخيانة وتسهيلات الممولين في الخليج
وتركيا.
السويداء..
الطعنة الجديدة في خاصرة الوحدة:
اليوم تتكرر الحكاية، لكن بمشهدٍ
أكثر خطورة؛ السويداء، المحافظة ذات الخصوصية الطائفية والجغرافية، باتت مسرحًا
جديدًا لصراع متعدد الرؤوس، ففي الوقت الذي أعلنت فيه رئاسة الجولاني عن إجراءات
قانونية صارمة ضد التجاوزات، واستعادت السيطرة على قلب المدينة، كانت قواته تتسلل
كالأفعى، وتحاول إشعال نيران الفتنة.
ولم يقتصر الأمر على الداخل؛ فـطيران
الاحتلال الإسرائيلي دخل على خط المعركة، وفي مشهدٍ درامي مفضوح -تنقصه الحبكة- قصف
مواقع الجيش السوري دعمًا للدروز، في مشهدٍ يفضح ارتباطات طالما أنكرها الإعلام الصهيوني
والمتصهين.
وفي تطورٍ لافت، شهدت منطقة الجولان
المحتل محاولات تسلل من قبل شبان دروز قادمين من الجليل، في مشهد عبّر عن حالة
الغليان الشعبي ضد ما يحدث في السويداء، أو جاء ضمن المخطط المثار.
لكن -وبحسب وسائل إعلام عبرية- جيش
الاحتلال أعادهم قسرًا، وهو ما عزز المخاوف من أن المخطط القادم قد يتضمن إنشاء
كيان درزي مستقل على الخط الفاصل، يُدار من (تل أبيب)، ويمثل حاجزًا جغرافيًا
وطائفيًا يعمّق تقسيم سوريا، ويأمن الكيان من أية مخاوف مستقبلية.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش العدوّ
الإسرائيلي عقد سلسلة مشاورات أمنية وعسكرية، وأجرى غارات بـ"قنابل غير
مسبوقة" ضد أهداف سورية، في مؤشرٍ واضح على أنه لم يعد يكتفي بالمراقبة، بل
غاص في الميدان حتى الركبتين.
نتنياهو يفضح
نفسه: لن نسمح بلبنان جديد في الجنوب السوري
وفي تصريح يكشف عمق التدخل، قال المجرم
نتنياهو صراحةً: إن (إسرائيل) "لن تسمح بظهور لبنان ثانٍ في الجنوب
السوري"، وهو ما يعني أن وجود مقاومة في تلك المنطقة يُعدّ خطًا أحمر.
وهو ما يفسر الهجمات الأخيرة على
مواقع الجيش السوري وثكنات يعتقد في ولائها للنظام السابق، وهي -بحسب مراقبين- محاولة
خلخلة الحاضنة الشعبية في السويداء، وإشعال فتن داخلية تمهد لتفتيت ما بقي من روح
مقاومة.
ما يجري اليوم ليس أزمة أمنية مؤقتة
في السويداء، ولا صراعًا على النفوذ المحلي؛ بل هو فصل جديد من فصول المشروع
الاستعماري الحديث، الهادف لتقسيم سوريا إلى كيانات طائفية ومذهبية، وفق خريطة
صهيونية قديمة، أعيد إحياؤها بعد فشل الحرب الشاملة.
وما قاله الشيخ "حكمت الهجري"
أحد زعماء الدروز: "نتعرض لحرب إبادة ممنهجة، ومن حقنا الدفاع عن
أنفسنا"، ليس فقط تعبيرًا عن رفض؛ بل تحذير من أن استمرار هذا المشروع سيدفع
إلى مواجهة شاملة، لن تكون في مصلحة أي من المتآمرين.
وبات واضحًا أن ما يجري في الجنوب
السوري، من السويداء إلى القنيطرة، ليس سوى محاولة لتفكيك آخر الحصون الوطنية،
وتحويل سوريا إلى أرضٍ بلا هوية.
لكن كما أفشل السوريون من قبل موجات
العدوان؛ فإن يقظة الوعي، وتكاتف الوطنيين من كل الطوائف والمناطق، هو ما سيفشل
هذا المشروع مجددًا.
وإننا إذ نكتب، نرصد أيضًا كيف أن كل
رصاصة تُطلق على سوريا هي في الحقيقة موجهة إلى قلب الأمة، وأن أمن سوريا هو أمن
لفلسطين ولبنان وكل المنطقة، ومن لا يرى هذه الحقيقة، فهو أعمى البصيرة وإن فتح
عينيه على الخراب.

تغطية إخبارية | حول تطورات العدوان الصهيوني على غزة وآخر مستجدات لبنان والاسناد اليمني لغزة | مع العقيد أكرم سيروي و د. علي شكر و د. نزار نزال 23-01-1447هـ 18-07-2025م

تغطية إخبارية | حول تطورات العدوان على غزة والإسناد اليمني ودوره في إغلاق ميناء أم الرشراش | مع ثابت العمور والعميد نضال زهوي وحسن حجازي 22-01-1447هـ 17-07-2025م

تغطية إخبارية | قراءة في كلمة السيد القائد حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية | 22-01-1447هـ 17-07-2025م

الحقيقة لاغير | في #صنعاء عملة جديدة وفي #تعز وعدن يبحث المواطنون عن شربة ماء 20-01-1447هـ 15-07-2025م

الحقيقة لاغير | لماذا يهتم الأمريكان بسحب السلاح من المواطنين في الدول العربية 19-01-1447هـ 14-07-2025م

الحقيقة لاغير | #لبنان في دائرة المؤامرة الأمريكية والمقاومة ستنتصر وتسقط مشاريع الفتنة والتقسيم 18-01-1447هـ 13-07-2025م