خاص| المسيرة نت: وصف الناطقُ باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور خليل الدقران الوضع الصحي في القطاع بالكارثي بكل المقاييس، مُشيرًا إلى أن المستشفيات مهدّدة بالتوقف الكامل خلال الساعات القادمة نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، في ظل انقطاع الكهرباء التام عن القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر واستمرار العدوّ في منع إدخَال الوقود والمستلزمات الطبية.

وقال الدقران في حديثه لقناة (المسيرة): إن "مجازر العدوّ لا تتوقف في القطاع، وإن العشرات من المدنيين استشهدوا اليوم في قصف صهيوني مباشر استهدف مخيمات النازحين، جلهم من النساء والأطفال"، مؤكّـدًا أن "قطاع غزة يعيش اليوم حالة طوارئ صحية غير مسبوقة، حَيثُ لا يتوفر سوى الحد الأدنى من الوقود، يكفي لتشغيل المستشفيات ليوم أَو يومين فقط، في سياسة وصفها بـ"التنقيط المميت" التي يتبعها العدوّ الإسرائيلي لشل القطاع الصحي تدريجيًّا".

وأفَاد بأن "الوزارة اضطرت إلى اتّباع إجراءات تقشُّفية قاسية، كقطع التيار عن الأقسام الإدارية والعيادات الخارجية؛ لضمان استمرار تشغيل أقسام العناية المركزة، الحضانات، العمليات، القلب والكلية الصناعية، والتي تعتمد بشكل كامل على الكهرباء"، مؤكّـدًا أن "أي توقف في إمدَادات الطاقة يعني إعدامًا مباشرًا للمرضى في هذه الأقسام".

ولفت إلى أن "نسبة العجز في الأدوية الأَسَاسية تجاوزت 80 %، كما أن المخزون من المستلزمات الطبية بات شبه منعدم، ما يحول دون تقديم الرعاية الصحية المناسبة لآلاف الجرحى والمصابين يوميًّا، ويجبر الطواقم الطبية على العمل بأقل الإمْكَانيات، وسط نقص حاد في الأدوية والمحاليل والتجهيزات الطبية الأَسَاسية".

وأكّـد أن "استمرار الحصار أَدَّى إلى تفاقم الوضع الصحي والبيئي في قطاع غزة؛ ما أَدَّى إلى انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والرئوية والهضمية، خُصُوصًا بين الأطفال والمُهجّرين في الخيام والطرقات".

وكشف الدكتور الدقران أن "أكثر من 650 ألف طفل في غزة مهدَّدون بالموت نتيجة سوء التغذية ونقص الأدوية"، مُشيرًا إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يمنع منذ أكثر من أربعة أشهر إدخَال الحليب والتطعيمات والمكملات الغذائية للأطفال؛ ما أَدَّى إلى انتشار أمراض خطيرة مثل التهاب السحايا، الذي يستنزفُ بدوره ما تبقى من الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات".

وأضاف: "لدينا نحوُ 6 آلاف طفل لم يتلقوا الحليب منذ أشهر، وآلاف الأطفال الآن في المستشفيات مصابون بأمراض تهدّد حياتهم بشكل مباشر"، مُشيرًا إلى أن "أكثر من 60 ألف سيدة حامل مهدّدة حياتها؛ بسَببِ سوء التغذية، وقد سُجّلت حالات إجهاض جماعي وولادات مبكرة، كما وُلد عدد من الأطفال بعيوب خلقية أَو بأوزان متدنية؛ بسَببِ انعدام الرعاية الصحية والمكملات الغذائية خلال الحمل".

وفي ختام تصريحه، شدّد الدكتور الدقران على أن "الكيان الصهيوني يرتكبُ جريمة إبادة بطيئة بحق الشعب الفلسطيني في غزة لا عبر الطائرات والدبابات فقط، بل من خلال منع الغذاء والدواء والتطعيمات الأَسَاسية".