المهم أن العملية هي الثانية من نوعها، نفّذت خلال 48 ساعة بعد عملية استهداف سفينة (Magic Seas)، والتي تم إغراقها بالكامل في قعر البحر.

وأظهرت قواتُنا المسلحة خلال العمليتين مستوىً جديدًا من التصعيد، حَيثُ اعتمدت على العمليات الهجومية ذات النمط المركَّب، وشاركت فيها (القوة الصاروخية - سلاح الجو المسيّر - البحرية) في إطار منظومة هجومية متكاملة، وبفضل الله تعالى، عزز هذا المزيج من التكامل القدرة على تدمير السفن وإغراقها بصورة غير مسبوقة.

وفي عملية استهداف سفينة (ETERNITY C)، كان الأُسلُـوب والتكتيكات التي أظهرتها القوات البحرية في إدارة العملية مميزين، كما ظهرت أَيْـضًا الدقة العالية للصواريخ الباليستية والمجنحة التي أصابت السفينة بشكل مباشر، منها برج القيادة والأجزاء الجانبية، حَيثُ عرض الإعلام الحربي مشاهد وثَّقت دقة تلك الإصابات رغم ضيق حيز الاستهداف والتعقيدات العملياتية؛ باعتبَار الهدفِ في حالة متحَرّكة.

لذا، فإنَّ هذا الإنجاز النوعي يوضح مستوى تطوُّر الصواريخ التي باتت -بفضل الله تعالى- تمتلك القدرة على تحقيق إصابات دقيقة بهامش خطأ (CEP) لا يتعدى مترين، وهو هامش يجعل من هذه الصواريخ ضمن قائمة الصواريخ "النقطوية" التي لا تملكها سوى دول كبرى كروسيا والصين.

وبالتالي؛ فإن قواتنا المسلحة، ومع هذا الارتقاء في جانب الأُسلُـوب ومستوى تطور القدرات، انتقلت من "العمليات الإيذائية إلى العمليات التدميرية ضد السفن، وهذا تحول جديد سيعزز من تثبيت معادلة الحظر، وتصفير ملاحة كيان العدوّ والشركات التي تتعامل معه بقوة أكثر صرامة؛ فأية سفينة ستحاول كسر الحظر من جديد ستتلقى هجمات مدمّـرة لا تترك لها حتى فرصة للعودة، كما حصل مع سفينتي (Magic Seas) وَ(ETERNITY C).

ومن الجدير ذكره أن كيان العدوّ الإسرائيلي حاول في هذه المرحلة تمريرَ بعض السفن تحت مِظلة شركات دولية، حَيثُ كانت سفينتا (Magic Sea) وَ(ETERNITY C) تتبعان شركةً يونانية، ولكن كانت قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى- على علم مسبق بكل المعلومات الخَاصَّة بهذه السفن وتحَرّكاتها وجميع الشركات التي ما زالت تتعامل معه وتحاول المرور من البحر الأحمر؛ لذا، جرت عملية استهداف السفينتين وفق موقف معلوماتي دقيق وحاسم.

ختامًا: نؤكّـد أن قواتِنا المسلحة، ومن خلال هذه العمليات، ستذهبُ للتصعيد أكثر وعلى نحو غير مسبوق ضد السفن التي تحاول إمدَاد كيان العدوّ الإسرائيلي وخرق قرار الحظر؛ فالجهد العملياتي سيركز في هذه المرحلة على تطوير القدرات والأساليب التكتيكية والاستراتيجية بما يعزز من قوة هذه العمليات وتأثيرها والارتقاء بها لتكون قادرة حرفيًّا على مواصلة تدمير السفن المتورطة وإغراقها، ونؤكّـد أَيْـضًا أن طبيعة قرار الحظر المفروض مرتبطة بشكل كامل بمعركة إسناد اليمن لغزة وللمقاومة في فلسطين، ومسألة توقفه مشروطة تمامًا بإيقاف آلة العدوان والحصار الإسرائيلي الظالم والإجرامي على قطاع غزة.

* خبير ومحلل عسكري