صنعاء نحو الاستقرار الاقتصاديّ والمحافظاتُ المحتلّة نحو التعطيش والتجويع [الحقيقة لا غير]

خاص| عباس القاعدي | المسيرة نت: يعاني سكان محافظة تعز من أزمة مياه خانقة وحصار اقتصادي؛ نتيجةَ الاحتلال السعوديّ الإماراتي؛ فالمرتزِقة لم يكتفوا بمصادرة أسلحة المواطنين، بل قاموا أَيْـضًا بمصادرة مياه الشرب والخدمات الأَسَاسية.
أحد المواطنين عبّر عن معاناتهم قائلًا: "إن أوضاعهم تشبه إلى حَــدٍّ كبير ما يعيشه الفلسطينيون في غزة".
الوضعُ
في تعز مأساويٌّ بكل ما للكلمة من معنى؛ فأبناء المحافظة يعبّرون عن مدى فداحة
المأساة، حَيثُ أصبح حلم المواطن في المناطق المحتلّة، ومنها تعز وعدن، هو الحصول
على مياه للشرب، وهذه كارثة جسيمة، على الرغم أنهم لا يعيشون وضعية حصار، كما أن
الحكومة تفتقر إلى الاستقلالية التي هي في الأَسَاس أدَاة بيد القوى الأجنبية المحتلّة،
وتُستخدم لتحقيقِ مصالح وأهداف السعوديّين والأمريكيين والإماراتيين والإسرائيليين،
على حساب المواطنين. لذلك، فَــإنَّ المحتلَّ وأعوانه لا يهتمون بمعاناة السكان في
تلك المناطق، مثل تعز، ولا يُتوقَّعُ أن يكون هناك تغييرٌ نحو الأفضل؛ بل إن
الأمور تسير نحو المزيد من التدهور، ولا يوجد أسوأ مما يجري بالفعل، وهذا هو
الواقع المؤسف.
وكما
يُباع الوقودُ في أوقات الأزمات في السوق السوداء، يتم بيع المياه الآن في السوق
السوداء، في حالة استثنائية لا وجود لها في أية بقعة من العالم، ويتم تهريبُ
المياه وكأنها بترول أَو ديزل يتداول في السوق الموازية، ويتم تهريبُها كما يحدُثُ
في غزة التي تعاني من الجوع والعطش وتواجه عدوانًا عالميًّا غير مسبوق في تاريخ
الصراع العربي مع العدوّ الصهيوني.
أما صنعاء والمحافظاتُ "الحرة"،
فَــإنَّها وعلى الرغم من المعاناة، فقد أصبحت خطَّ الدفاع الأول عن غزة وفلسطين، في
مواجهة قوى الشر في هذا العالم، وتحمُّلًا للمسؤولية الدينية والحضارية بالنيابة
عن أُمَّـة المليارَي مسلم.
ما يحدث
في مدينة تعز وعدن وباقي المحافظات المحتلّة يعكس دروسًا مهمة ودلالات واضحة.
أحد أبرز
هذه الدلالات هو إدراك الشعب لطبيعة الحكم الذي تحاول القوى الخارجية فرضه؛ فالظروف
الحالية في هذه المناطق ليست غريبة، بل كانت متوقعة، وقد تؤدي النتائج إلى أمور أسوأ؛
بسَببِ طبيعة المحتلّ الأجنبي وأدواته، التي تتجلَّى في نهب ثروات الشعب.
وتشهدُ
المناطقُ المحتلّة، بما في ذلك مدينة زنجبار، معاناة كبيرة، حَيثُ نظمت تظاهرة
جماهيرية ضخمة من قبل المجلس التنسيقي لأبناء المحافظة؛ للمطالبة برحيل قوات تحالف
العدوان وتحسين الخدمات الأَسَاسية التي تدهورت بشكل كبير، كما اتهم المشاركون
تحالف العدوان بتعميق الأزمة الاقتصادية والمعيشية وعرقلة جهود الاستقرار في
المنطقة.
من أبرز
الهُتافات والشعارات في التظاهرات في محافظات أبين وعدن ومناطق أُخرى: "لا
تحالف بعد اليوم"، فهذا هو التصويبُ الصحيح والبُوصلة السليمة؛ لأَنَّ الأدوات
المحلية لا قيمة لها ولا تأثير حقيقي، وإنما هي مُجَـرّدُ أدوات وواجهات، بينما
المؤثر والمحرك والمتصرف الحقيقي هو تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي.
ولذا، فَــإنَّه لا خَلاصَ للناس في هذه المناطق
وفي اليمن عُمُـومًا بدون طرد التواجد الأجنبي، وتوجيه البُوصلة نحو التحالف
والمطالبة بطرده من البلاد؛ لأَنَّ جماعة المرتزِقة التي تدَّعي أنها شرعية ليست
سوى أدوات طيعة، وتأكيدًا على ذلك، فَــإنَّ التبديلاتِ التي حدثت في أوساط المرتزِقة
لم تجلب أية فائدة لأبناء المحافظات المحتلّة؛ لأَنَّها مُجَـرّد تغييرات شكلية لا
تسد جوعًا.
ويؤمن
الكثير من اليمنيين أن كُـلّ معاناتهم سببُها العدوانُ السعوديّ الأمريكي، حتى
قادةُ المرتزِقة بما فيهم الخائن عبد ربه منصور هادي قد أجبرته السعوديّة أن يتنازَلَ
عن السلطة بطريقة مذلة، كما وصفها المرتزِق عبد العزيز جباري، فكيف ستتعامل هذه
البلدان مع الأفراد الذين يشغلون مناصبَ دون هذا الرئيس، سواءٌ أكانوا وزراءَ أَو قيادات
عسكرية أَو محافظين أَو شيوخًا أَو وكلاء أَو غيرهم؟
هذا يدل على أن القرارات تصدر عن الرياض وأبوظبي، وهما المسؤولتان عما تمر به اليمن بشكل عام، وما يعانيه اليمنيون من فقر وجوع وانقطاع الرواتب، سواء في المناطق التي تحت سيطرتهم أَو في المناطق الحُرَّة.
المتحدث
السابق لسان حاله كما لسان حال الناس في المناطق المحتلّة، يتساءل: أين هي ما تسمى
الشرعية؟ هل فعلًا يوجد شيء باسم الشرعية؟ أم أن المسألة مُجَـرّد خداع من قبل التحالف
السعوديّ الإماراتي الذي يستهدف وعيَ المواطنين المخدوعين بوعود السمن والعسل، وبوعود
ما يسمى "استعادة الشرعية" وحماية الجمهورية، أَو غيرها من الشعارات
التي رفعوها منذ 2015م، وكلها تساقطت، وتلاشت، حتى وصل الوضع إلى أن صار الناس لا
يبحثون عن "شرعية"، ولا عن مستوى حتى مقبول من المعيشة، ولا أمن ولا أمان،
وصاروا يبحثون عن شربة ماء.
المرتزِقُ
سُلطان البركاني، الذي يتولَّى رئاسةَ مجموعة على تطبيق الواتساب تحت اسم "مجلس
النواب" التابع لحكومة الفنادق، يتحدث من واشنطن ويعترف بعدم وجود أية سلطة
أَو شرعية للمرتزِقة في المحافظات المحتلّة، بل فقط أمراء حرب، مبينًا أن من يمتلك
من المرتزِقة بين عشرة إلى عشرين مسلحًا، ينصب نفسَه زعيمًا للمنطقة التي يتواجد
فيها، ويمارس سلطةً خَاصَّة به، وكل ذلك يتم بتمويل من دول العدوان السعوديّ والإماراتي
وبرعايتهم.
ولهذا فَــإنَّ السعوديّ والإماراتي هما عدوان محتلّان،
وأعداء يسعون إلى الانتقام، ومن لا يتعظ أَو يصدق أَو يدرك الأهداف الحقيقية
للرياض وأبو ظبي؛ فَــإنَّ المشكلة تكمن في ضعف الفهم والمعرفة والإدراك ببديهيات
المواقف والقضايا، على الساحة المحلية.
وتظهر
الفروق الاقتصادية والمعيشية بين المناطق المحتلّة والمحافظات المحرّرة بوضوح،
حَيثُ تعاني المناطق الخاضعة للاحتلال من انهيار العُملة وزيادة الجوع؛ مِمَّـا جعل
الحياة فيها مؤلمة.
في
المقابل، تسعى صنعاءُ لتحقيق استقرار العملة، حَيثُ أعلن البنك المركزي عن إصدار
عملة معدنية جديدة بقيمة خمسين ريالًا وأُخرى بفئة المئتين، كجزء من خطوات لمعالجة
الأضرار الناتجة عن العدوان والحرب الاقتصادية.
وأعلن
البنك المركزي اليمني عن إدخَال نقود معدنية فئة خمسين ريالًا للتداول؛ مِمَّـا يعكس
جهود الجهات المعنية في المجال الاقتصادي لحل مشكلة العملة.
وتعتبر
هذه الخطوة ذات تأثير كبير على قيمة العُملة، حَيثُ تسهم في الحفاظ عليها وتثبيت
قيمتها، كما تعكسُ الأداء الاقتصادي العام.
وتثير
الخطوات المتخَذة من قبل صنعاء غضبَ الأعداء وتحالف العدوان السعوديّ والإماراتي؛
مِمَّـا يدل على نجاح الإجراء، فقد فشل العدوُّ في تحقيق أهدافه الاقتصادية بعد
نقل البنك المركزي؛ مِمَّـا دفعه لسحب العملة القديمة وضرب قيمتها.
وعلى
الرغم من الحرب المفروضة، فقد تمكّنت صنعاء من تحقيق إنجازات إيجابية على الصعيدَينِ
الاقتصادي والأمني؛ مِمَّـا ساهم في استقرارِ العملة والأسواق.
ويعتبر استقرار
الخدمات الأَسَاسية ومنع المحتكرين من التأثير عليها من أهم عوامل وجود الدولة؛ فمنذ
عام 2011، عانت اليمن من أزمات اقتصادية ومعيشية، كانت السلطة أَو قوى النفوذ
وراءها.
وعلى الرغم من الاعتداءات والحرب والحصار، لم
تعد هناك أزمات في الغاز أَو النفط أَو الكهرباء أَو المياه في صنعاء، حَيثُ يتم
منع التلاعب بهذه الموارد الأَسَاسية.
وتسعى الأهداف
الأمريكية والإسرائيلية إلى خلق أزمات معيشية لدفع الشعب اليمني للتخلي عن مواقفه
الداعمة لفلسطين.
وفي سياق
عملية الإصلاح والتنمية، ينبغي عدمُ تجاهل الواقع والتعقيدات المصاحبة له، وبالنظر
إلى حجم ونوعية الاستهداف والحرب التي تتعرض لها بلادنا، يمكن اعتبار ما يجري في
المجال النقدي إنجازًا مقارنةً مع مجالات أُخرى، إلا أن ذلك لا يُبرّر استخدامَ
هجمة الخارج كعُذر لأي قصور أَو خلل ناتج عن أسباب داخلية، سواءٌ أكان ذلك فيما
يتعلق بالبرامج والخطط والقوانين، أَو حتى على مستوى الأفراد والكوادر.
وتعتبر
ثقافة البحث عن السلطة والمناصب من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى القصور المعرفي
ومعاناة الشعوب في الدول العربية.
وتتجلى
هذه الثقافة في اعتبار الوظيفة مكسبًا شخصيًّا؛ مِمَّـا يدفع الأفراد لاستغلال
المناصب لتحقيق مصالحهم الخَاصَّة على حساب حقوق الآخرين.
وتعاني
البلدان العربيةُ من تنافُسِ الأنظمة على تقديم التسهيلات للخارج، خَاصَّةً للأمريكيين؛
سعيًا لكسبِ رضاهم؛ لذا، فَــإنَّ الاستقلال يعد شرطًا أَسَاسيًّا لإنشاء حكومة
تهتم بشؤون المواطنين، كما يتضح من نجاح صنعاء في إدارة شؤونها بشكل مستقل، حَيثُ يتخذ
رئيسُها قرارات دون تأثير خارجي، على عكس ما كان يحدث قبل الثورة وما يجري في
مناطق المرتزِقة.
ويبرز حديث الشهيد القائد أهميّة التحَرّك
الجماعي لمواجهة التحديات الخارجية، كما يحدث في اليمن حَـاليًّا، كما يشدّد على
ضرورة تأهيل النفس لتصبح الأُمَّــة قادرة على الفعل من خلال الدعوة إلى الخير
وتعزيز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي قيم أَسَاسية في الثقافة اليمنية.
كما يؤكّـد أن السلطةَ يجبُ أن تكونَ في خدمة
الشعب، قائمةً على العطاء والتضحية، وليس على المصالح الشخصية، كما يجبُ عدمَ
السماح لأيِّ خائن أَو فاسد باستغلال تضحيات المجتمع أَو عرقلة الإنجازات التي حقّقها
الشعبُ اليمني في هذه المرحلة المهمة.
في النهاية، يبرز الحديثُ أن اليمنَ يمثِّلُ رمزَ العزة والشرف في ظل هذا الشعب العظيم.

أيوب للمسيرة: اليمن قرر إسناد غزة بعد عدوان أمريكي "خليجي" امتد 8 سنوات وهذا يعبر عن إيمان وصدق القيادة
خاص | المسيرة نت: أكد الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية، العميد مالك أيوب، أن اليمن بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كان بإمكانه أن ينأى بنفسه عن المعركة مع العدو الصهيوني، كونه خرج بعد 8 سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي.
131 شهيداً وعشرات الجرحى منذ فجر السبت وأعداد كبيرة تصل المستشفيات نتيجة التجويع
متابعات | المسيرة نت: صعّد العدو الصهيوني من إجرامه بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مخلّفاً أعداداً كبيرةً من الشهداء والجرحى خلال أقل من 24 ساعة، بالتزامن مع تفاقم معاناة الغزاويين الجوعى نتيجة استمرار الحصار الخانق.
احتجاجات تطوف مدنًا عالمية تنديدًا بحرب التطهير العِرقي والتهجير القسري بغزة
متابعات| المسيرة نت: شهدت عدة مدن عربية وإسلامية وأُورُوبية، اليوم السبت، تظاهراتٍ جماهيريةً حاشدة؛ تنديدًا بالحصار الخانق على قطاع غزة وتجويع وتعطيش سكانها من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي.-
01:54مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم المنطقة الجنوبية في مدينة الخليل
-
00:38مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تحرق منازل للمواطنين في مخيم نور شمس بطولكرم
-
00:38مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تحرق منازل للمواطنين في مخيم نور شمس بطولكرم
-
00:25مصادر فلسطينية: 3 شهداء ومصابون جراء إلقاء مسيرة للعدو الإسرائيلي قنابل في محيط بركة الشيخ رضوان شمال غزة
-
00:18مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي ينفذ عملية نسف منازل سكنية في حي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة
-
00:15إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في ناحال عوز بغلاف غزة