دماءُ أهل البيت تُنادي.. فهل نُصغي قبل فوات الندم؟

ما إن تنقضي ذكرى استشهاد الإمام
الحسين بن علي -عليه السلام- حتى تهبَّ علينا ذكرى استشهاد حفيده الإمام زيد بن
علي -عليهما السلام-، وكأن الوجع الممتد في ضمير هذه الأُمَّــة يأبى أن يستريح،
وكأن دماء أهل البيت قد كُتب عليها أن تُراق في كُـلّ جيل لتعيد للأُمَّـة وعيها
من غفلتها، وتحَرّك ضميرها في زمن التبلد، وتعيد ترتيب المواقف في لحظة اشتباك
الحقيقة مع الباطل.
وقد يتساءل البعض: لماذا نُحيي هذه
الذكريات المؤلمة؟ لماذا نستدعي مشاهد الألم والدموع والخذلان؟ ولماذا نعود كُـلّ
عام لنفتح جراح التاريخ؟ والجواب بكل وضوح: لأننا نحتاج أن نستلهم من هذه الذكريات
دروسًا لا تزول، وعبرًا لا تذبل. نعود إليها لنفهم كيف يُصاغ الشرف، وكيف يُرسم
طريق الكرامة، وكيف أن التفريط بالصالحين والمخلصين والساكتين عن الظالمين إنما هو
طريقٌ إلى الهاوية.
نحن لا نحيي ذكريات الشهداء؛
لأَنَّنا نهوى الحزن، أَو نبحث عن بطولات مضت، بل؛ لأَنَّها محطات حقيقية لفهم
حاضرنا، وتحديد موقفنا في معركة امتدت من بدر إلى كربلاء، ومن كربلاء إلى نهضة
زيد، ومن زيد إلى كُـلّ صرخة في وجه الظلم في زماننا.
حين نعود إلى سيرة الإمام زيد، نجد
فيها مشهدًا مكرّرا من مشهد الحسين عليه السلام: ظلامةٌ لا تزال قائمة، وأمةٌ
تتفرج، وسيوفٌ صامتة، وصوتٌ وحيد يقول: "من أحبّ الحياة عاشقًا للدنيا أكثر
من حبه للحق، فلا حاجة له في ميادين الشرف"، ثم يخرج إلى الميدان وحده، يصرخ
لا لينجو، ولكن لتُقام الحجّـة، ويُجدد عهد الدماء بأن الأُمَّــة ما تزال حيّة ما
دامت قادرة على إنجاب من يقول "لا" في زمن السكوت.
وهذه الذكريات تُعلّمنا أن الظلم لا
ينتصر إلا حين تسكت عنه الأُمَّــة، وأن أعظم الجنايات ليست فقط في القتل والسفك،
بل في التخاذل، في التبرير، في الصمت الذي يُسوّغ للجائرين جرأتهم، ويهيئ لهم أرض
التسلط.
وعندما تُخذل القيادة الربانية،
ويُدار الظهر لأعلام الهدى، فإن الأُمَّــة لا تخسر رجالًا فقط، بل تخسر وجودها،
وتفتح أبوابها ليتسلط عليها طغاةٌ لا يعرفون لله وقارًا ولا لعباده حرمة.
وفي زماننا هذا، ليست القيادة
الربانية غائبة، بل هي بين أيدينا، امتداد للنبوة، متصلةٌ بنهج علي والحسين وزيد.
قيادة تتكلم بلسان القرآن، وتتحَرّك بوحي البصيرة، وتضع الأُمَّــة أمام طريق
النجاة. هذه القيادة الممثلة في السيد القائد، لا تتحدث بلغة الشعارات، بل بلغة
النجاة الحقيقية، بلغة من عرف مكامن الخطر، وقرأ الواقع من عمق التجربة والمعاناة،
وامتلك من الحكمة والبصيرة ما يؤهله أن يقول للمسلمين: هذا طريق العزة، وهذه هي
الفتنة إن سكتُّم عنها، وهذه هي العاقبة إن أنصتُّم لوسوسة التثبيط.
لقد شاهدنا مواقفه وهو يقف في وجه
قوى الطغيان، لا مدفوعًا بعاطفةٍ ثائرة فحسب، بل برؤيةٍ ربانية، ووعيٍ متكامل،
وشجاعةٍ نادرة في زمن الهزائم. رأيناه يدعو للموقف الحق حين يهرب الكثير إلى
الحِياد، رأيناه يصدع بالكلمة حين تُباع المواقف، رأيناه يرفع راية القدس حين تسقط
الرايات، ويخاطب الأُمَّــة خطابًا إيمانيًّا لا تنقصه الفصاحة ولا الشجاعة ولا
الحجّـة.
إنه حين يدعو إلى موقف، لا يدعو
لأمرٍ شخصي، ولا لأغراضٍ سياسية، بل يدعو الأُمَّــة لما فيه عزها، لما فيه خلاصها
من المهانة، ونجاتها من العذاب في الدنيا والآخرة. فكيف نقابل مثل هذه الدعوة؟
وكيف نُعرض عن مثل هذا الصوت؟
وهل سنكرّر خطأ الكوفة حين خذلت
الحسين، أَو تقصير أُولئك الذين تخاذلوا عن نصرة زيد، رغم أنهم كانوا يسمعون صوته
ويعرفون نسبه ومكانته ومظلوميته؟
إن الكارثة اليوم لن تقع؛ بسَببِ قوة
العدوّ، بل؛ بسَببِ تقاعس الأُمَّــة عن نصرة الحق، ولأننا نملك من الدروس والعبر
ما لم تملكه أجيال سابقة، فإن مسؤوليتنا أعظم، والخطر علينا أشد، والعقوبة الإلهية
أقرب إذَا ما أعرضنا وتخاذلنا.
نحن في زمنٍ لم يعد فيه مجالٌ
للتردّد، ولا لترف الانتظار؛ لأَنَّ ما يحدث أمامنا اليوم هو استدعاءٌ حيٌ
للتاريخ، وكأن الله يعيد كتابة كربلاء لا لنبكي، بل لنقرّر: هل نحن في صف الحسين
أم في صف الساكتين؟ هل نحن مع زيد أم مع من تخلّفوا ثم قالوا "يا ليتنا كنا
معكم"؟
فليكن إحياء هذه الذكريات استنهاضًا
حقيقيًّا للهمم، واستفاقة للضمائر، وانبعاثًا للموقف الحق، قبل أن تُطوى صفحة هذا
الزمان ويُكتب على الجيل أنه فرّط… رغم أن الحجّـة كانت عليه أوضح من الشمس.

السيد القائد يدعو للخروج المليوني الكبير غدًا الجمعة جهادًا ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم
المسيرة نت| خاص: دعا السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني غدًا الجمعة، في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مؤكدًا أن "حركة وموقف شعبنا فيما هو فيه من شرف وجهاد وغزة وكرامة هي نعمةٌ كبيرة جدًا".
سرايا القدس تدك مغتصبات "غلاف غزة" بالصواريخ
متابعات | المسيرة نت: أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، عن استهدافها بالصواريخ لمغتصبات "غلاف غزة".
موقع بريطاني السفن تتجنب الرسو في موانئ فلسطين المحتلة لعدم الحصول على التأمين
ترجمات| المسيرة نت: نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن مصادر في مجال الشحن، أن كيان الاحتلال الصهيوني يسعى جاهدًا لمعالجة تجميد التأمين البحري بعد الهجمات اليمنية.-
19:15مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم بلدة نعلين غرب رام الله
-
19:14كتائب شهداء الأقصى: قصفنا تموضعًا لجنود العدو وآلياتهم العسكرية المتوغلة شمال خان يونس بقذائف الهاون عيار "60" النظامي
-
18:32الشيخ الخليلي: نهيب بالشعب السوري أن يجمع شتاته ويوحد صفه ويواجه العدو وأشياعه بكل عزم وحزم
-
18:32الشيخ الخليلي: الكيان الصهيوني منظمة إرهابية اجتمع فيها شذاذ الآفاق، فما هو عذر من طبع وأي حكمة لدى من نوى!
-
18:32مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي: يؤسفنا العدوان السافر من الكيان الصهيوني على الشعب السوري وتحطيمه قواه واحتلاله أراضيه
-
18:21وزير خارجية سلوفينيا: سنمنع وزيرين "إسرائيليين" من دخول أراضينا كشخصين غير مرغوب فيهما