روح الطفّ ومدامع الشهادة تستنطق من عاشوراء ميثاقَها المتجدد

حدَّثنا حارسُ التاريخِ ومُوقظُ الضمائر المستنيرة، وكان من أرباب الوعي والبصيرة؛ فقال: يا صاحِ، اقرأ بلسانِ البلغاءِ صَفحَةً من كربلاء، تلك التي ما برحت تنسجُ خيوطَها من نينوى حتى غزة، ومن شامِ العزة إلى يمنِ الإباء؛ فإن كنتَ من طينةِ الأحرار، فاسمعْ حديثَ المقامِ، حديثَ سيدٍ ما انحنى، ولا جَبُن، ولا استكان.
رأيتُهُ، بأبي هو وأمي، قد أشهر دمَهُ في وجهِ الطاغوت، وسلّ سيفَ الفداء من غمدِ التاريخ؛ فظل نجمُهُ خريطةً يهتدي بها المجاهدون في كُـلّ الأرجاء، ورايةً لا تُنكَسُ مهما تساقطتِ القلاع وحصون الأنقياء؛ فما كربلاءُ إلا جبهةٌ واجدةٌ، تخضبت بدماءٍ زاكيّةٍ، ما بين طفلٍ رضيع، وشهيدٍ صريع، ومجاهدٍ برغم القلة نهض يخطّ على الرمال "هيهات منّا الذلّة".
في العاشرِ من محرمٍ الحرام، يا صاحِ،
عادَ الإمام الحسينُ من محرابهِ وسيفهِ، متلحفًا عباءة جده، عادَ يخطبُ لا بلسانٍ
من نار؛ بل بدمٍ يُذيبُ الصخرَ ويُصقلُ الفهم، ليقول لمن تكالبوا عليه: "إنْ
لم يكن لكم دين، فكونوا أحرارًا في دنياكم".
رأيتهُ، والناسُ في أقبيةِ الذلِّ
يهمسون، يخافون سيفَ الجلادِ أكثر من سيفِ ربّ العباد؛ فناداهم الحسينُ بنداءِ
الله: "ألا ترون إلى الحق لا يُعمَلُ به والباطل لا يُتناهى عنه؟!"، ومضى
في درسٍ ليعلمنا بأنَّ التضحية بالنفس لا بدَّ منها لتحقيق رضا الله عبر نصرة الحق.
رأيتهُ وهو يخاطب أصحابهُ، وقد أيقظَ
فيهم مكامنَ بأسٍ كادَ يَخبو، وجعل الصبرَ جسرًا إلى النصر، والنصرَ ثمرةً دانيةً
لمن مدّ يده من بين أنقاضِ القهرِ والخذلان.
وفي مثل تلك الساعاتِ القواطع، رأيتهُ
وقد صدحَ دمهُ في غزةَ هاشم، وتلألأَ في وجوهِ المجاهدين، أُولئك الذين سجدوا للهِ
بمدافعهم، وركعوا خلفَ خطوطِ النارِ بحناجرهم، ومضَوا يزلزلونَ الأرض تحت أقدامِ
الدعي الجديد؛ فاستوقفتهُ: ما لي وما يحدث اليوم؛ فقال: رويدك يا هذا.. فَــإنَّ روح
الطفّ ومَدامِعِ الشهادة في كربلاء تستنطق من عاشوراء ميثاقها المتجدد.
يا صاحِ، أما علمتَ أن الصراعَ في
فلسطين ليسَ مع حدودٍ ومستوطنات واحتلال؛ بل مع النسيجِ المقدّسِ للأُمَّـة، مع
جوهرِ الحقِّ والكرامة؟ فويلٌ لمن بدّل رايةَ محمدٍ بالخِذلان، وويلٌ لمن أطفأ
نارَ الحسينِ ليوقد شمعةً في بلاطِ السلاطين!
واللهِ، ما عادتِ الأُمَّــةُ
أُمَّـةً إن لم تَسِرْ على نهجِ الحسين، ولا كُتبت للعربِ صحوةٌ إن لم تكن تحت
لواءِ عاشوراء وثورة كربلاء، حَيثُ كُـلّ خطوةٍ نحو الجبهاتِ تكبيرة، وكلُّ قذيفةٍ
آيةٌ تُتلى على مسامعِ الطغاة، وكلُّ صاروخٍ على ثكنات الأعداء، سوط عذاب من رسل
السماء.
ثم قال الراوي، وقد بلّت دموعُهُ
الرملَ، وخَنَقَ الحرفَ في حنجرتهِ الألمُ: ألا وإن الدعيَّ ابنَ الدعيِّ وصاحب
البيت البيضوي اليومَ؛ قد ركزَ رايتَهُ بين خزيِ التطبيعِ وعزِّ النهجِ المنيع؛ فاختارَ
أقوامٌ الذلة والخنوع، وركبَ آخرون خيلَ الصبرِ والثورة بلا نكصٍ أَو رجوع.
ذلك، يا صاح، هو الميراثُ والثورةُ
التي لم تزل، ولن تزولَ، ومن أجلها نُقسِمُ، ونوقن، ونشهد، أن أبا عبد الله لا
يزالُ يصرخُ فيهم: "هيهات منّا الذلة.. يأبى الله لنا ذلك، ورسوله،
والمؤمنون، ونفوسٌ أبية، وأنوفٌ حميّة".
ثم انصرف الراوي، وقد تركني بين
قُبابِ الدمِ والبطولة، أقلبُ طرفي في وجوهِ المجاهدين، من لبنان وإيران والعراق
إلى اليمن وفلسطين، وأصيح في سِرِّي وفي سريرتي: سلامٌ على الحسين، وعلى عليّ بن
الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.. في عهدٍ متجدد لميثاق الحسين.

السفير صبري: الأمريكي هو المحرك الرئيسي للعدوان على غزة والعرب يموّلون الحرب بصمت
خاص| المسيرة نت: أكد السفير في وزارة الخارجية بصنعاء، عبدالله صبري، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي "حجر الأساس في العدوان وحرب الإبادة المستمرة على إخواننا وأهلنا في غزة منذ واحد وعشرين شهراً"، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي شهد تفننًا في الجرائم المتوحشة ضد النساء والأطفال في قطاع غزة وبشراكةٍ أمريكية وغربية.
بين الإبادة والصمت.. من غزةَ إلى الشامِ يُولدُ مشروعُ صهيون
يومٌ آخرُ من عُمرِ الإبادة؛ يومٌ آخرُ من الحصارِ المُميت، يومٌ آخرُ من مصائدِ الموتِ للمُجوَّعين؛ يومٌ آخرُ من الخذلانِ الإسلاميِ العربيِ للإخوةِ والأشقاء؛ في غزةَ عشرةُ أطفالٍ يَفقدون يومياً ساقاً أو الساقين؛ وهي قد تحولت إلى مقبرةٍ مفتوحةٍ لهذه الشريحةِ بعد أن سجلَ الكيانُ رقماً قياسياً في القضاء عليها وبمعدلِ ثمانيةٍ وعشرين طفلاً يومياً.
الخارجية الإيرانية تنفي الادعاءات الأمريكية بشأن إرسال معدات عسكرية إلى اليمن
متابعات| المسيرة نت: نفت الخارجية الإيرانية الادعاءات الأمريكية بشأن إرسال إيران معدات عسكرية إلى اليمن.-
23:11الصحة اللبنانية: 4 شهداء اليوم بقصف طيران العدو الإسرائيلي بلدتي الناقورة وقبريخا جنوبي البلاد
-
23:11مصادر سورية: طيران العدو الإسرائيلي يشن غارة على محيط مدينة السويداء
-
23:10الدقران للمسيرة: العدو دمر الآبار في قطاع غزة والأهالي يعيشون ظروفا صعبة جدا في ظل سياسة التجويع والتعطيش التي يمارسها العدو
-
23:10الدقران للمسيرة: العدو الإسرائيلي يستهدف من يقدم مساعدات لأهالي غزة ويستهدف مقومات الحياة ما أدى لمضاعفة أعداد الوفيات
-
23:10متحدث مستشفى شهداء الأقصى د. خليل الدقران للمسيرة: العدو الإسرائيلي دمر أكثر من 115 سيارة إسعاف
-
22:24مصادر لبنانية: استشهاد مواطن وزوجته جراء الاعتداء الإسرائيلي على بلدة قبريخا جنوب لبنان